أقوى 5 طرق لتقوية الذاكرة بشكل خرافي.. جرّب المشي للخلف وهتندهش من النتيجة!

نسعى جميعاً لامتلاك ذاكرة قوية تساعدنا في تذكر قائمة التسوق فور دخولنا إلى المتجر أو استرجاع السبب الذي دفعنا للصعود للطابق العلوي فور وصولنا إليه أو حتى ترسيخ المعلومات في أذهاننا بمجرد قراءتها.

كيف تعزز ذاكرتك بأساليب مبتكرة ومثبتة علمياً

هناك العديد من الأساليب المجربة لتحسين الذاكرة وتعزيز القدرة على الحفظ ولكن ما الذي توصلت إليه أحدث الأبحاث حول تقوية الذاكرة وما الأساليب التي قد تصبح جزءاً من حياتنا مستقبلاً.

المشي للخلف

قد يبدو المشي للخلف تصرفاً غير مألوف لكن الأبحاث أثبتت ارتباطاً وثيقاً بين الزمان والمكان في أذهاننا فنحن غالباً ما نربط الماضي بما هو خلفنا والمستقبل بما هو أمامنا.

قام باحثون من جامعة روهامبتون البريطانية باختبار هذا المفهوم حيث عرضوا على متطوعين قائمة من الكلمات أو مجموعة من الصور أو مقطع فيديو لامرأة تتعرض لسرقة حقيبتها ثم طلبوا منهم المشي للأمام أو للخلف لمسافة عشرة أمتار داخل غرفة على إيقاع بندول زمني.

كانت النتائج مذهلة فقد أظهر الأشخاص الذين ساروا للخلف قدرة أعلى على استرجاع المعلومات مقارنة بمن ساروا للأمام وكأن العقل يستجيب للحركة المعاكسة باستدعاء الذكريات بشكل أكثر وضوحاً والمثير أن نفس النتائج ظهرت لدى الأشخاص الذين تخيلوا أنهم يسيرون للخلف دون أن يتحركوا من أماكنهم.

تتوافق هذه النتائج مع أبحاث سابقة أظهرت أن الفئران عند استكشافها للمتاهات تقوم بتنشيط خلايا عصبية تُعرف باسم خلايا المكان مما يساعدها على تذكر الطريق الصحيح كما أن الأبحاث أوضحت أن الإنسان عند استرجاع الذكريات يعيد ترتيب المعلومات عكسياً حيث يبدأ بتذكر العنصر الرئيسي ثم تفاصيله لاحقاً.

الرسم

بدلاً من كتابة قائمة التسوق لماذا لا تجرب رسمها تشير الأبحاث إلى أن الرسم يعد وسيلة فعالة لتحسين القدرة على التذكر فقد أجريت دراسة عام 2018 كُلف فيها المشاركون بحفظ قائمة من الكلمات وقُسموا إلى مجموعتين طُلب من الأولى ربط كل كلمة برسم معين بينما طُلب من الثانية كتابة الكلمات أثناء تعلمها.

كانت النتيجة أن من استخدموا الرسم تذكروا الكلمات بشكل أفضل بكثير حتى أن كبار السن في هذه المجموعة أظهروا قدرة على التذكر تعادل قدرة الشباب كما ساعد الرسم مرضى الخرف على تحسين ذاكرتهم.

يُفسَّر ذلك بأن الرسم يدفعنا للتركيز على التفاصيل الدقيقة مما يُحفز الدماغ على تخزين المعلومات بشكل أكثر عمقاً وبالتالي فإن مجرد كتابة قائمة التسوق يساعد على التذكر حتى لو نُسيت الورقة في المنزل ولكن الرسم يظل أكثر تأثيراً من الكتابة دون أن يكون لجودة الرسم أي تأثير على النتائج.

ممارسة الرياضة في التوقيت المناسب

من المعروف أن التمارين الرياضية مثل الجري تُحسن صحة القلب والأوعية الدموية لكن ما يجهله البعض هو أن التمارين الرياضية القصيرة والمكثفة يمكن أن تعزز الذاكرة على المدى القصير على الأقل.

أظهرت دراسة أن ممارسة الرياضة بعد عدة ساعات من تعلم معلومات جديدة يمكن أن يساعد في ترسيخها بشكل أكبر فقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين لمدة 35 دقيقة بعد أربع ساعات من حفظ قائمة صور مقترنة بمواقع محددة كانوا أكثر قدرة على استرجاع المعلومات مقارنة بمن مارسوا التمارين بعد الحفظ مباشرة.

لا تزال الأبحاث مستمرة لتحديد التوقيت الأمثل لممارسة الرياضة من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة للذاكرة.

الاسترخاء

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يُمنحون فرصة للاسترخاء بعد تعلم شيء جديد يكونون أكثر قدرة على استرجاع المعلومات فقد طُلب من بعض فاقدي الذاكرة حفظ قائمة من 15 كلمة ثم أُعطوا مهمة أخرى قبل اختبارهم بعد عشر دقائق ليتمكنوا من تذكر 14% فقط من الكلمات ولكن عندما أُتيح لهم الجلوس في غرفة مظلمة دون فعل أي شيء لمدة 15 دقيقة ارتفعت نسبة تذكرهم إلى 49%.

أجرت الباحثة ميكايلا ديوار من جامعة هيريوت وات في إدنبرة عدة دراسات أكدت فيها أن الاستراحة القصيرة بعد التعلم مباشرةً يمكن أن تحسن قدرة الأشخاص الأصحاء على استرجاع المعلومات حتى بعد أسبوع كامل.

لضمان أن المشاركين في الدراسة لم يكرروا الكلمات في أذهانهم أثناء الاستراحة طُلب منهم حفظ كلمات صعبة النطق بلغة أجنبية يصعب تكرارها مما يثبت أن الراحة السلبية بحد ذاتها كانت العامل المؤثر في تحسين الذاكرة.

القيلولة

إن لم يكن المشي للخلف أو الرسم أو التمارين الرياضية أو حتى الاسترخاء ضمن اهتماماتك فقد تكون القيلولة هي الحل الأمثل لك فقد أثبت العلماء أن النوم سواء كان أثناء الليل أو خلال النهار يساعد على تثبيت الذكريات عبر استرجاع المعلومات المكتسبة حديثاً وإعادة معالجتها في الدماغ.

أظهرت دراسة ألمانية أن الأشخاص الذين حصلوا على قيلولة لمدة 90 دقيقة بعد حفظ أزواج من الكلمات تمكنوا من تذكر عدد أكبر من الكلمات مقارنة بمن شاهدوا فيلماً بعد الحفظ ولكن فعالية هذه الطريقة تعتمد على اعتياد الشخص على القيلولة فقد لاحظت الباحثة إليزابيث ماكديفيت من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد أن النوم لم يُحسن ذاكرة الأشخاص غير المعتادين على القيلولة مما يشير إلى أن الأمر قد يتطلب تدريباً أو ربما يحتاج هؤلاء إلى اتباع أساليب أخرى مثل المشي للخلف أو الرسم أو التمارين الرياضية أو الاسترخاء لتعزيز ذاكرتهم.

استثمر في ذاكرتك بأساليب غير تقليدية

أثبتت الأبحاث أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تحسين الذاكرة بشكل ملحوظ سواء من خلال المشي للخلف أو ممارسة الرياضة في التوقيت المناسب أو حتى تخصيص وقت للاسترخاء بعد التعلم كما أن الرسم يمكن أن يكون وسيلة فعالة لاسترجاع المعلومات وحتى القيلولة قد تلعب دوراً محورياً في تقوية الذاكرة.

إذا كنت تبحث عن طرق عملية لتعزيز قدرتك على التذكر فقد يكون من المفيد تجربة بعض هذه الأساليب أو المزج بينها لمعرفة ما يناسبك بشكل أفضل.