تعدّ الطبيعة عالمًا مليئًا بالأسرار والعجائب التي لا يتوقف العلم عن اكتشافها. ومن بين أبرز تلك العجائب، تأتي قصة الطائر الذي اعتُبر من أغرب الطيور في العالم: أبو منجل الأقرع. طائر ذو مظهر غريب وغذاء غير تقليدي، استطاع أن يعود من “الانقراض” بعد أن اختفى لسنوات طويلة، ليعكس قدرة الحياة على التجدّد، ويثير فضول العلماء والمهتمين بعالم الطيور والحيوانات.
ماذا عن أبو منجل الأقرع؟
أبو منجل الأقرع (أو كما يُعرف باللاتينية Geronticus eremita) هو طائر من فصيلة الأبو منجلية، يتميز بريشه الأسود اللامع ووجهه العاري الذي يبدو مغطى بطبقة رقيقة من الجلد الأحمر. يُعد هذا الطائر من الأنواع النادرة، حيث كان يُعتقد أنه انقرض منذ قرون طويلة في معظم أنحاء العالم. ولكن، وفي معجزة حقيقية للطبيعة، ظهر هذا الطائر في مناطق نائية، ليبهر العلماء بمقاومته للبقاء.
العودة من الانقراض
في العقدين الأخيرين، تمكن العلماء من إعادة إدخال أبو منجل الأقرع إلى البرية، وذلك من خلال برامج تكاثر وإعادة تأهيل في بيئات معينة. تمّت هذه البرامج بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة وأساليب حفظ الحياة البرية الحديثة. ورغم أن الطائر كان قد اختفى في معظم أنحاء العالم منذ القرن الثامن عشر، إلا أن أعدادًا منه قد عادت للظهور في مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تغذيته الغريبة: العقارب والعناكب
ما يجعل هذا الطائر مختلفًا عن غيره من الطيور هو نظامه الغذائي الفريد. إذ يفضل أبو منجل الأقرع التغذي على العقارب والعناكب، وهي حشرات سامة في بعض الأحيان. يعتمد الطائر على منقاره الطويل والمرن في اصطياد هذه الكائنات التي قد تشكل تهديدًا للعديد من الكائنات الأخرى.
بالرغم من أن العقارب والعناكب تُعتبر طعامًا صعبًا للغاية بالنسبة لمعظم الحيوانات، فإن قدرة أبو منجل الأقرع على التعامل مع هذا النوع من الغذاء تجعله فريدًا. يُعتقد أن الطائر يتمتع بمناعة خاصة ضد سموم العقارب والعناكب، مما يسمح له بالاستمرار في الصيد دون التعرض للمخاطر.
مستقبل أبو منجل الأقرع
رغم النجاحات التي حققتها برامج إعادة تأهيل هذا الطائر، فإن مستقبل أبو منجل الأقرع لا يزال غير مضمون. يعتمد استمراره على الحفاظ على بيئته الطبيعية وتوفير الحماية اللازمة له من الصيد غير المشروع وتدمير الموائل. ولذا، يبذل العلماء والمنظمات البيئية جهودًا كبيرة لضمان بقاء هذا الطائر في البرية واستدامته في المستقبل.