“مستحيل عقلك يصدقها”… لماذا لا تسقط الطيور عن الأغصان أثناء نومها؟…” هتعرفها وهتنبهر”!!

قد تكون مررت بلحظة تأمل فيها طائر صغير ينام على غصن شجرة، وسألت نفسك، كيف لا يسقط، بل الأغرب أن بعض الطيور تغفو برجل واحدة، أو بنصف عين، وأحياناً رأساً على عقب، هذا المشهد المألوف يخفي وراءه آليات مذهلة صممتها الطبيعة بدقة لحماية هذه الكائنات الخفيفة من السقوط أثناء النوم.

نوم الطيور مختلف تمامًا عن البشر

رغم أن الطيور تنام، إلا أن طريقة نومها تختلف كثيرًا عن الثدييات، فهي لا تمر بنفس دورات النوم الطويلة، بل تكتفي بغفوات قصيرة تمتد لبضع ثوان أو دقائق، النوم العميق الذي يُعرف بـ”نوم حركة العين السريعة” (REM sleep)، يستمر لعدة دقائق عند البشر، لكنه لا يتعدى 10 ثوانٍ عند الطيور!

ولأنها تحتاج للبقاء في حالة تأهب، يمكن لبعض أنواع الطيور أن تنام بنصف دماغ فقط بينما يبقى النصف الآخر مستيقظًا، وهذا ما يُفسر رؤيتك لطائر نائم بعين واحدة مفتوحة، تلك العين متصلة بنصف دماغ نشط يراقب محيطه.

f4a0d476f513de19371b669c42cebe83 780x470 1280x720 5

الآلية البيولوجية التي تمنع سقوط الطائر

أكثر ما يثير الدهشة هو قدرة الطائر على التشبث بالغصن حتى وهو نائم، كيف يحدث ذلك؟ عند قرفصة الطائر للراحة، تؤدي حركة ثني مفاصله (الركبة والكاحل) إلى سحب أوتار داخلية متصلة بالمخالب، مما يجعلها تُقفل أوتوماتيكيًا حول الغصن، لا تفتح هذه القبضة إلا عندما يمدّ الطائر ساقيه مرة أخرى، إنها آلية بيولوجية تشبه “القفل الطبيعي” تمنعه من السقوط أثناء النوم.

أماكن نوم غير متوقعة

ليست كل الطيور تنام فوق الأغصان. فالنعام، أكبر الطيور، ينام على الأرض، وبعض الطيور البحرية تنام وهي تطفو على المياه، اما طائر الفلامينغو، فيشتهر بنومه واقفًا على ساق واحدة داخل المستنقعات، مستفيدًا من آليات توازن مذهلة.

نوم الطيور هو مثال رائع على تكيف الكائنات الحية مع بيئتها وظروفها، إنه نوم خفيف، مقسم، مرن، ومزود بأنظمة حماية ذكية، تتيح للطائر أن يرتاح دون أن يفقد حذره، وكل ذلك دون أن يسقط من مكانه.