شهدت اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية في السعودية خلال السنوات الأخيرة حالة من الجدل والدهشة بسبب إجابات بعض الطلاب التي لم تكن متوقعة. حيث تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة لعدد من هذه الإجابات التي تباينت بين الطرافة والغرابة، مما أثار موجة من الضحك والتعجب. بعض هذه الإجابات كانت خارج سياق المادة العلمية تمامًا، بل وقد تضمن بعضها شكاوى من صعوبة الأسئلة، وتوسلات للمعلمين، وأحيانًا وصل الأمر إلى التهديد أو التلفظ بعبارات غير لائقة. هذه الظاهرة التي تطفو على السطح بين الحين والآخر قد تثير القلق وتستدعي التأمل في مستوى الفهم والاستيعاب لدى الطلاب، خاصة في المواد الأجنبية.
إجابة كارثية في اختبار اللغة الإنجليزية: “اثنتين إلا ربع”
من بين الإجابات التي أثارت دهشة الجميع، كان هناك سؤال في اختبار اللغة الإنجليزية يتضمن صورة مكتوب أسفلها باللغة الإنجليزية: “What is the time?” أي “ما هو الوقت؟”. ولكن الطالب الذي خاض الاختبار لم يستوعب السؤال بالشكل الصحيح، ليكتب باللغة العربية “اثنتين إلا ربع”بدلاً من الإجابة الصحيحة باللغة الإنجليزية، مما ترك المعلمين والمصححين في حالة من الصدمة والذهول.
هذه الإجابة الغريبة تعتبر مثالًا صارخًا على الحاجة الملحة إلى تعزيز مهارات الفهم اللغوي لدى الطلاب في المواد الأجنبية. فالخطأ الواضح في فهم السؤال يعكس عجزًا في استيعاب اللغة الإنجليزية بشكل سليم، وهو أمر يستدعي إعادة التفكير في طرق التدريس والمراجعة.
ردود فعل مواقع التواصل الاجتماعي على الإجابة
انتشرت إجابة الطالب بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ المستخدمون في التعليق والتفاعل مع هذه الواقعة. ما بين الضحك والتعجب، أثار ذلك نقاشًا حادًا حول مستوى الفهم والوعي لدى الطلاب في السعودية. البعض اعتبر أن مثل هذه الإجابات ما هي إلا نتيجة لعدم فهم السؤال، بينما آخرون أشاروا إلى أنها تعكس مشكلة أعمق تتعلق بأساليب التعليم وكيفية تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية، خاصة في اللغة الإنجليزية.
المعلمين يطالبون بتفعيل اللوائح السلوكية
في ردود الفعل على هذه الظاهرة، اعتبر عدد من المعلمين أن مثل هذه التصرفات بدأت في الانتشار بشكل متزايد، وهو ما يستدعي تدخلًا سريعًا للحد من هذه التصرفات. وقد طالب البعض بتفعيل اللوائح السلوكية في المدارس، وذلك لضمان أن تكون إجابات الطلاب أكثر التزامًا بالمعايير العلمية والتربوية. وفي هذا السياق، أشار عبدالله الشهراني، المرشد الطلابي في إحدى مدارس محافظة أحد رفيدة، إلى أهمية توعية الطلاب قبل بدء الاختبارات بضرورة الالتزام بالإجابات العلمية والتربوية. كما أضاف أنه يجب تحذير الطلاب من عواقب كتابة ردود غير لائقة، التي قد تستدعي تطبيق اللوائح التأديبية بحق المخالفين.
الدور المطلوب من المعلمين وأولياء الأمور
من المهم أن يكون هناك تعاون بين المعلمين وأولياء الأمور للتأكد من أن الطلاب مستعدون جيدًا للاختبارات من جميع النواحي، ليس فقط من ناحية المواد الدراسية، بل أيضًا في كيفية التعامل مع الأسئلة وفهمها بشكل صحيح. إن توجيه الطلاب إلى أهمية الالتزام بالتعليمات وفهم المواد العلمية بشكل دقيق سيقلل من مثل هذه الحوادث في المستقبل.