“أكثر خطورة من التماسيح والأفاعي”.. علماء يكشفون أسرارًا مذهلة عن تنين الكومودو وسُمّ لدغته القاتلة!

تمكن العلماء حديثًا من فك شفرة الجينوم الكامل لتنين كومودو، أكبر سحلية على وجه الأرض، واكتشفوا التعديلات الجينية المذهلة التي تمنحها قوة وسرعة تفوق معظم الزواحف، بل وتقارب في أدائها بعض الثدييات. هذه الاكتشافات نشرت في دراسة حديثة بمجلة Nature Ecology & Evolution، وتكشف كيف تطور هذا الوحش المفترس ليصبح أحد أخطر الصيادين في العالم.

تنين كومودو: ملك الزواحف المفترسة

تنين كومودو (Varanus komodoensis) هو أكبر سحلية حية، حيث يمكن أن يصل طوله إلى 3 أمتار ووزنه إلى 70 كجم. يتمتع بخصائص فريدة تجعله صيادًا شرسًا:

أسنان منحنية حادة تشبه السكاكين، قادرة على تمزيق اللحم بسهولة.

سان متشعب أصفر يستشعر الفريسة من مسافات بعيدة.

ذيل قوي يستخدمه للدفاع والهجوم.

عضّة سامة تحتوي على سموم تمنع تجلط الدم، مما يؤدي إلى صدمة دموية للفريسة.

يقول بينوا برونو، مدير معهد جلادستون لأمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة كاليفورنيا والمشارك في الدراسة:

“هذا حيوان مفترس منعزل، ضخم جدًا ومذهل من الناحية التطورية. الزواحف عادةً لا تتمتع بهذا المستوى من القوة والتحمل، لكن تنين كومودو استثناء.”

الاكتشاف الرئيسي: جينات “الطاقة الخارقة”

باستخدام عينات دم من تنانين الكومودو في حديقة حيوان أتلانتا، قام العلماء بتحليل جينومها ووجدوا تكيفات جينية غير عادية، خاصة في الجينات المسؤولة عن:

إنتاج الطاقة في الميتوكوندريا (محطات الطاقة في الخلايا).

تحسين وظائف القلب والعضلات لتحمل المجهود البدني الطويل.

تعزيز التمثيل الغذائي ليقترب من مستويات الثدييات.

لماذا هذا مهم؟

معظم الزواحف من ذوات الدم البارد، مما يعني أنها:

تتعب بسرعة بعد بذل مجهود بدني.

تعتمد على الحرارة الخارجية (مثل أشعة الشمس) لتنشيط حركتها.

لكن تنين كومودو يكسر هذه القاعدة، حيث يمكنه:

الركض بسرعة 20 كم/ساعة لمسافات قصيرة.

مطاردة الفريسة بنشاط بدلاً من الاعتماد فقط على الكمائن.

الحفاظ على نشاطه لفترات أطول مقارنة بالسحالي الأخرى.

كيف يستفيد العلماء من هذه النتائج؟

هذه الدراسة لا تكشف فقط أسرار تطور الزواحف، بل قد يكون لها تطبيقات طبية، مثل:

فهم أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أن جينات تنين كومودو تعزز كفاءة القلب.

تحسين الأداء الرياضي من خلال دراسة آليات إنتاج الطاقة في العضلات.

تصميم عقاقير جديدة مستوحاة من السموم الفريدة في لعاب التنين.

الخطر الذي يهدد تنين كومودو

رغم قوته، فإن هذا الحيوان مهدد بالانقراض بسبب:

فقدان الموطن في جزر إندونيسيا.

نقص الفرائس نتيجة الصيد الجائر.

التغير المناخي الذي يؤثر على توازن النظام البيئي.