أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي أدلى بها في جلسة البرلمان الفيدرالي مؤخرا وأعلن خلالها افتتاح سد النهضة نهاية العام الحالي، حالة من الجدل والتساؤلات، أبرزها هل انتهى بناء السد واكتمال تخزينه، أم مازالت إثيوبيا تناور وتسعى للملء السادس الصيف المقبل، ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي إلى حوار مع مصر والسودان، مؤكدا أنه لن يلحق أي ضرر بدولتي المصب، معلنا أن السد سيضمن تدفق المياه على مدار العام بعد اكتماله.
لكن صورة حديثة التقطت بالأقمار الصناعية للسد تكشف جانبا مما يجري حوله على أرض الواقع وربما يخالف ما ذكره آبي أحمد، حيث يشير أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” إلى أنه “طبقا للصور الفضائية لم ينقص مخزون بحيرة سد النهضة حتى اليوم، مما يدل على أن تشغيل التوربينات جميعا يعتمد فقط على مقدار كمية المياه التي تأتي يوميا من بحيرة تانا والتي تقدر عند سد النهضة بحوالي 15 مليون م3/يوم وهي لا تكفي لتشغيل توربين واحد”.
وأكد شراقي أن التخزين الخامس والأخير انتهى في سبتمبر الماضي عند منسوب 638 مترا، وإجمالي تخزين 60 مليار متر مكعب، وهذه هي السعة القصوى الفعلية، وبذلك لن يكون هناك ملء آخر، ولكن تفريغ وإعادة ملء، مضيفا أنه من المتوقع في ظل عدم تشغيل التوربينات بكفاءة أن تضطر إثيوبيا إلى تفريغ نحو 20 مليار متر مكعب على الأقل قبل موسم الأمطار الجديد في يوليو القادم عن طريق فتح بوابات المفيض العلوية، ثم إعادة تخزينها مرة أخرى خلال موسم الأمطار القادم.
وتابع الدكتور شراقي: “وبالنسبة لوضع السد كهربائيا فقد تم الانتهاء من تركيب توربينين في فبراير وأغسطس من العام 2022، وتوربينين في أغسطس 2024، وتجربة توربينين آخرين في 17 فبراير الماضي، حيث أوضحت الصور الفضائية خروج مياه من أحواض التهدئة للمياة المنصرفة من التوربينات على الجانبين”، موضحا أنه بذلك يكون إجمالي عدد التوربينات التي تم تركيبها 6 توربينات من إجمالي 13 توربينا بنسبة أقل من 50%.
وحول التشغيل الفعلي للتوربينات كشف شراقي أنها مازالت في مرحلة التجارب من حيث التشغيل الضعيف والمتقطع حيث العمل أيام والتوقف عدة أشهر، ويتبقى تركيب 7 توربينات، وربما لم تصل هذه التوربينات إلى موقع السد، وقد يحتاج سد النهضة إلى أكثر من عام لتركيب باقي التوربينات وتشغيلها.