في أعماق الغابات المطيرة في أستراليا وغينيا الجديدة، يتجول طائر عملاق بطول الإنسان، وجهه المخيف يعكس شراسته، ومخالبه القاتلة تجعله واحدًا من أخطر الطيور على وجه الأرض. إنه طائر الكاسواري الأسترالي، المخلوق الذي يقال إنه يمكن أن يمزق إنسانًا بضربة واحدة، ويثير الأساطير حول قدرته على التهام لحوم البشر والحيوانات دون رحمة.
الوحش العملاق بطول الإنسان
يمكن أن يصل طول الكاسواري إلى مترين، ويزن أكثر من 70 كيلوجرامًا، مما يجعله واحدًا من أضخم الطيور غير القادرة على الطيران. يمتلك ريشًا أسود كثيفًا، ورأسًا مغطى بجلد أزرق مشرق، بينما يزين أعلى رأسه عرف عظمي قوي يُستخدم للحماية أثناء اختراق الأدغال الكثيفة. عيونه الحادة ونظراته الثابتة توحي بالخطر، لكن الأمر الأكثر رعبًا هو سلاحه الحقيقي: مخالبه القاتلة.
صياد بلا رحمة.. هل يتغذى على البشر؟
الكاسواري حيوان آكل لكل شيء، يتغذى بشكل أساسي على الفواكه، لكنه لا يتردد في افتراس الحيوانات الصغيرة والحشرات والجيف. هناك شائعات وأساطير قديمة تقول إنه قد يهاجم البشر بشراسة لدرجة أنه يقتلهم ويتغذى على جثثهم، لكن لا توجد أدلة علمية تثبت ذلك. ومع ذلك، فإن سجل هجماته القاتلة على البشر لا يمكن إنكاره!
هجمات مميتة ومخالب شيطانية
أخطر ما في الكاسواري هو المخلب الأوسط في كل قدم، والذي يشبه خنجرًا حادًا بطول 12 سم، قادرًا على تمزيق اللحم بسهولة. عند التهديد، يقوم الكاسواري بالقفز عاليًا وتوجيه ركلة قاتلة يمكن أن تصيب الأعضاء الحيوية أو تسبب نزيفًا مميتًا.
تم تسجيل العديد من الهجمات العنيفة لهذا الطائر، أشهرها:
-
حادثة 2019 في فلوريدا، حيث قتل كاسواري مالكه بعدما سقط في مزرعته الخاصة.
-
تقارير عن إصابات خطيرة تعرض لها سياح في أستراليا نتيجة استفزاز الكاسواري أو محاولة إطعامه.
أسطورة الغابات.. هل هو الديناصور الأخير؟
يُلقب الكاسواري أحيانًا بـ”الديناصور الحي” بسبب مظهره البدائي وسلوكه العنيف. يعتقد العلماء أن هذا الطائر ينحدر من سلالة قديمة تعود إلى عهد الديناصورات، حيث يشترك في بعض السمات مع الفيلوسيرابتور، الديناصور الشرس الذي اشتهر في أفلام “جوراسيك بارك”.