يعد الجسد البشري منظومة معقدة تتفاعل عناصرها بتناغم دقيق، إلا أنّ هذا الاتزان قد يضطرب بفعل علل طارئة تتجلى في إشارات جسدية تستدعي التأمل والتقصي، ومن بين العلامات التي قد تشير إلى اختلالات عضوية، ظهور رغوة في البول، وهي ظاهرة قد تبدو للوهلة الأولى غير ذات شأن، إلا أنها قد تكشف عن علل خفية تستوجب الانتباه والتشخيص المبكر، ومن خلال موقعنا بوابة الزهراء الإخبارية اليكم التفاصيل.
أسباب رغوة البول ودلالاتها المرضية
قد يكون ظهور الرغوة في البول أمرا عارضا ناجما عن سرعة تدفقه واحتباس الهواء فيه، غير أن تكرار هذه الظاهرة أو ترافقها مع أعراض أخرى قد يكون إنذارا لحالات صحية تستوجب الفحص، فالإصابة بالبيلة البروتينية، وهي تسرب البروتين من الكلى إلى البول، قد تعد السبب الأكثر شيوعا لهذه الحالة، إذ يدل ذلك على اعتلال في وظائف الكلى، مثل التهاب الكبيبات الكلوية أو اعتلال الكلية السكري، كما قد تنجم الرغوة عن اضطرابات في الجهاز البولي، كالتهابات المثانة الحادة أو وجود حصوات تعيق التدفق الطبيعي للبول، فضلا عن إمكان ارتباطها بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، مما يستوجب فحصا دقيقاً للبول والكلى.
سبل العلاج والتدابير الوقائية
إنّ معالجة ظهور رغوة البول تستلزم الوقوف على السبب الجذري المؤدي إليها، إذ يتمثل العلاج في ضبط مستوى البروتين في الجسم عبر تنظيم النظام الغذائي والحد من استهلاك الملح والبروتينات الحيوانية عند المرضى المصابين بمشكلات كلوية، و كما يوصى بالحفاظ على ترطيب الجسم لتقليل تركيز البول، إلى جانب ضرورة مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة، التي قد تشمل تحليل وظائف الكلى ومستوى البروتين في البول، وفي بعض الحالات، قد تستلزم المعالجة استخدام أدوية موجهة لعلاج الاعتلالات الكلوية أو الالتهابات البولية، مما يسهم في استعادة التوازن الفسيولوجي للجسم والحد من تفاقم الأعراض.