عند محاولة حفظ المعلومات، يعتقد البعض أن بذل جهد ذهني أكبر يساعد في ترسيخ المعلومات في الذاكرة لكن الأبحاث تشير إلى أن تقليل الإضاءة والاسترخاء لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة يعزز استرجاع المعلومات بشكل أكثر فاعلية من التكرار المستمر
اكتشاف دور الاسترخاء في تقوية الذاكرة
ظهر تأثير الاسترخاء على الذاكرة لأول مرة في عام 1900 عندما أجرى العالمان الألمانيان جورج إلياس مولر وألفونس بيلزكر تجربة طلبا فيها من المشاركين حفظ قائمة كلمات بلا معنى بعد فترة من الراحة تذكر المشاركون الذين استراحوا نسبة أكبر من المعلومات مقارنة بغيرهم
أهمية تجنب المشتتات أثناء الاسترخاء

تؤكد الأبحاث الحديثة أن الامتناع عن التفكير أو الانشغال بمهام أخرى مثل تصفح الهاتف أو البريد الإلكتروني أثناء فترة الاسترخاء يحسن القدرة على ترسيخ المعلومات في الذاكرة
دور الاسترخاء في الحد من النسيان
الاسترخاء يساعد في تقليل تداخل المعلومات الجديدة مع القديمة مما يسهم في تثبيت الذكريات بشكل أفضل هذا التأثير مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة أو إصابات الدماغ مثل السكتة الدماغية
تجارب علمية تؤكد فعالية الاسترخاء
في تجربة أجريت في جامعة إدنبرة على مرضى فقدان الذاكرة الحاد، زاد عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون بعد فترات من الراحة من 14 إلى 49 بالمئة كما تذكر المشاركون الذين استراحوا بعد الاستماع إلى القصص 79 بالمئة من التفاصيل مقارنة بسبعة بالمئة فقط لمن لم يحصلوا على راحة
الاسترخاء وتحسين الذاكرة عند الأصحاء
أظهرت دراسات أخرى أن فترات الراحة تعزز الذاكرة المكانية وتساعد في استرجاع المعلومات حتى بعد أسبوع من تعلمها كما أنها تحسن القدرة على التذكر بنسبة تتراوح بين 10 و30 بالمئة
كيفية الاستفادة القصوى من فترات الاسترخاء
لتحقيق أفضل النتائج، يوصى بالجلوس في غرفة هادئة ومظلمة دون استخدام الهواتف المحمولة أو القيام بأي أنشطة ذهنية من المهم عدم الاستغراق في أحلام اليقظة لأن ذلك قد يؤثر سلبًا على استرجاع المعلومات
التفسير العلمي لدور الاسترخاء في تثبيت المعلومات
بعد ترميز المعلومات الجديدة تحتاج الذاكرة إلى وقت لتثبيتها في الذاكرة طويلة المدى يُعتقد أن هذه العملية تحدث أثناء النوم لكنها قد تحدث أيضًا خلال فترات الاسترخاء حيث يزيد التواصل بين منطقة الحصين والقشرة الدماغية مما يعزز ترسيخ المعلومات
تأثير فترات الراحة على مرضى ألزهايمر والناجين من السكتة الدماغية
تشير الدراسات إلى أن فترات الاسترخاء قد تساعد مرضى ألزهايمر في المراحل المبكرة والمتوسطة على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول كما أنها تفيد الناجين من السكتة الدماغية عبر تقليل تداخل المعلومات الجديدة مع الذكريات القديمة
التطبيقات العملية لتحسين التعلم والتذكر
يمكن للطلاب الاستفادة من هذه التقنية عبر أخذ فترات راحة قصيرة تتراوح بين 10 و15 دقيقة خلال جلسات المذاكرة هذه الفترات قد تساهم في رفع الأداء الأكاديمي وتحسين القدرة على استرجاع المعلومات
الراحة كوسيلة لإعادة شحن الدماغ
كما نحرص على إعادة شحن هواتفنا المحمولة يجب أن نمنح عقولنا أيضًا وقتًا كافيًا للراحة والاسترخاء مما يساعدها على استعادة النشاط وتعزيز قدرات التعلم والتذكر