تُعدُّ ليلة القدر من أعظم الليالي في السنة، فهي ليلة مباركة تنزل فيها الملائكة وتُقدَّر فيها الأقدار للعام المقبل. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر” (سورة القدر: 3). ويحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على تحري هذه الليلة المباركة والاجتهاد في العبادة والدعاء فيها، لاغتنام ثوابها العظيم.
موعد تحري ليلة القدر لهذا العام
ليلة القدر ليست ليلة محددة في التقويم، لكنها تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان، خاصة في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29). ويُفضل تحريها في الليالي الفردية من العشر الأواخر، لما ورد في الحديث النبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “تحرَّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” (رواه البخاري ومسلم).
علامات ليلة القدر
توجد عدة علامات ذكرت في الأحاديث النبوية يمكن من خلالها معرفة ليلة القدر، ومن أبرزها:
- سكون الأجواء وصفاء السماء: تكون ليلة القدر ليلة هادئة، معتدلة الطقس، لا حارة ولا باردة، ولا يُسمع فيها أصوات الرياح الشديدة أو العواصف.
- شعور بالراحة والطمأنينة: يشعر المؤمن في هذه الليلة براحة نفسية وسكينة غير معتادة، ويجد لذة خاصة في العبادة والدعاء.
- شمسها صافية بلا شعاع في صباح اليوم التالي: من أهم علامات ليلة القدر أن الشمس تشرق في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “تطلع الشمس صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها” (رواه مسلم).
كيفية إحياء ليلة القدر
للاستفادة من فضل ليلة القدر، يُستحب للمسلمين الإكثار من العبادات، ومنها:
- الصلاة: أداء صلاة التهجد والقيام بخشوع.
- الدعاء: خاصة بالدعاء المأثور: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
- قراءة القرآن الكريم: تدبر آياته والاستزادة من الأجر.
- الاستغفار والتوبة: طلب المغفرة من الله والتوبة من الذنوب.
- الصدقة: الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
ليلة القدر فرصة عظيمة يجب اغتنامها، فهي خير من ألف شهر، والعمل فيها يضاعف أجره أضعافًا كثيرة. لذا، على كل مسلم الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، عسى أن ينال فضل هذه الليلة المباركة التي تُغير الأقدار وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة.