تظل الاكتشافات الأثرية مصدر لإثارة الجدل وكشف ألغاز الحضارات القديمة، حيث تلعب دور محوري في إعادة تشكيل فهمنا للتاريخ الإنساني، وفي كل عام، يعلن العلماء عن العثور على آثار مفقودة، تثير التساؤلات حول مدى صحة الروايات التاريخية والدينية التي تناقلتها الأجيال.
العثور على مدينة سدوم
وتعد المدن القديمة الغامضة، مثل سدوم وعمورة وأطلانتس، من بين الألغاز التي حيرت الباحثين لقرون، حيث استمرت محاولات العثور على بقاياها استنادا إلى النصوص الدينية والأساطير القديمة، وفى ظل عمليات التنقيب أكثر دقة، أدى ذلك إلى ظهور اكتشافات مثيرة تعيد فتح الملفات التاريخية المغلقة.
وفى هذا السياق، أعلن علماء أمريكيون عن العثور على آثار يعتقد أنها تعود إلى مدينة سدوم التاريخية، التي يقال إنها كانت موطن النبي لوط عليه السلام، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن الآثار المكتشفة شرقي نهر الأردن تتطابق مع الأوصاف المذكورة في الكتاب المقدس لمدينة العصر البرونزي سدوم، التي يرجع تاريخها إلى ما بين 3500 و1540 قبل الميلاد.
اكتشاف آثار تعود لقرية سيدنا لوط
تشير الأدلة المكتشفة إلى أن هذه المدينة ربما تكون جزءًا من سدوم وعمورة، وهما المدينتان المذكورتان في سفر التكوين بالعهد القديم، واللتان كانتا مزدهرتين ودائمتي الخضرة بمياه عذبة.
بدأت عمليات التنقيب في جنوب وادي نهر الأردن منذ عام 2005، وأسفرت عن اكتشافات تدل على وجود مدينة ضخمة ومجتمع متطور عاش في تلك الحقبة، وعثر خلال التنقيبات على أسوار ضخمة يصل سمكها إلى 5.2 متر، وارتفاعها إلى 10 أمتار، مشيدة بالطوب اللبن السميك.
ويؤكد عالم الآثار ستيفن كولينز، من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، أن هذه المنطقة التي وصفها بـقرية الخطيئة تتطابق مع الآثار التي تم العثور عليها، مشيرًا إلى وجود مبان قديمة وأدوات من العصر البرونزي، مما يؤكد أنها كانت دولة قوية تسيطر على منطقة جنوب غور الأردن.
ورغم الاهتمام العالمي بهذا الاكتشاف، لم تصدر وزارة الآثار والسياحة الأردنية أي تعليق رسمي، ويذكر أن التنقيبات حول البحر الميت بدأت منذ القرن التاسع عشر، لكنها لم تسفر عن نتائج حاسمة، وفي القرن العشرين، استمرت الحفريات في البحث عن مدن لوط الخمس، خاصة سدوم وعمورة، دون اتفاق قاطع بين علماء الآثار حول موقعهما الحقيقي.