تُعد ليلة السابع والعشرين من رمضان واحدة من أعظم الليالي التي ينتظرها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يحدو الأمل الكثيرين بأنها ليلة القدر، تلك الليلة التي وصفها الله بأنها “خير من ألف شهر”. ويزداد الشوق والتلهف حين تكون هذه الليلة في رحاب الحرم المكي الشريف، حيث الأجواء الروحانية الفريدة التي تأسر القلوب وتملؤها بالسكينة.
جدول أئمة الحرم المكي لليلة القدر
تحظى ليلة 27 رمضان في الحرم المكي بترتيبات خاصة من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث يتم تحديد جدول الأئمة بدقة لتقديم تجربة إيمانية متكاملة. ويشارك في هذه الليلة نخبة من أئمة الحرم الذين تعوّد المصلون على سماع أصواتهم الخاشعة التي تفيض بالخشوع والتدبر. ومن أبرز الأسماء التي اعتاد المصلون سماعها في هذه الليلة المباركة، الشيخ ياسر الدوسري، الذي يتميز بصوته المؤثر وقراءته التي تلامس القلوب.
في الركعات الأولى من صلاة التراويح، يتناوب الأئمة في قراءة آيات من القرآن الكريم، بينما تزداد الروحانية في صلاة التهجد، حيث تُطيل القراءة وتُرفع الأكف بالدعاء، ويُبكي التأثر قلوب المصلين الذين يدعون الله أن يبلغهم ليلة القدر وينالوا بركاتها.
خشوع وتضرع في أجواء روحانية فريدة
ما إن يحل الليل حتى يغصّ الحرم المكي بالمصلين، الذين يأتون من كل حدب وصوب، متلهفين لنيل الأجر والرحمة في هذه الليلة العظيمة. وتعمّ الأجواء الإيمانية كل ركن من أروقة المسجد الحرام، حيث تعلو أصوات التسبيح والتكبير، وتمتلئ العيون بالدموع، والقلوب بالرجاء والخشوع.
اللحظات الأشد تأثيرًا تكون في السجدات الطويلة، حيث يبكي الإمام والمصلون، وتتعالى الدعوات في أرجاء البيت الحرام، وسط أجواء تنبض بالروحانية والسكينة. وفي ختام الصلاة، يتضرع الإمام بالدعاء الذي يجمع بين الخشوع والرجاء، فيبكي الجميع طمعًا في رحمة الله ومغفرته.
ليلة 27 رمضان في الحرم المكي هي لحظة استثنائية من العمر، حيث تجتمع فيها العبادات والقلوب الصادقة في مكان هو أطهر بقاع الأرض، لتكون بحق “أعظم ليالي رمضان”.