يشهد العالم تزايدا مطردا في الحاجة إلى مصادر غذائية مستدامة، ما دفع الأفراد والمجتمعات إلى التوجه نحو الاستثمار الزراعي بوصفه ركيزة استراتيجية لمستقبل الأمن الغذائي، ولئن اعتاد الناس أن يقصروا هذا الاستثمار على الأراضي الزراعية الفسيحة، فإن الأنظار قد انصرفت في الآونة الأخيرة إلى استغلال الأسطح المهملة، وتحويلها إلى مزارع علوية منتجة، وتأتي هذه المبادرة استجابة للتحديات الناجمة عن تآكل الأراضي الزراعية بفعل الزحف العمراني وتنامي الكثافة السكانية في المدن الكبرى.
زراعة الهيل فوق الأسطح وفوائدها الاقتصادية
يعد الهيل، المعروف بلقبه “ملك التوابل”، من النباتات العطرية النفيسة التي تتطلب بيئة مناخية خاصة لزراعتها، وقد أثبتت التجارب أن زراعة الهيل فوق الأسطح أمرٌ ممكن إذا توفرت له الظروف المثلى من تربة خصبة، وعناية منتظمة بالرطوبة والإضاءة، ويمتاز هذا المشروع الزراعي العلوي بعائد اقتصادي مجز، إذ يدر محصول الهيل أرباحا معتبرة نظرا لارتفاع ثمنه وندرة توفره في الأسواق. كما يسهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليص الاعتماد على الاستيراد الخارجي.
الاعتبارات التقنية لنجاح زراعة الهيل فوق السطح
تستلزم زراعة الهيل فوق الأسطح دراسة متأنية للعوامل التقنية التي تكفل ازدهار النبات، و ينبغي توفير أوعية زراعية عميقة تتيح نمو الجذور بحرية، مع انتقاء تربة غنية بالمواد العضوية ومهواة على نحو جيد ولا بد من تأمين نظام ري متوازن يحافظ على رطوبة التربة دون إغراقها، مع الانتباه إلى تعرض النباتات لأشعة الشمس ساعات كافية يوميا ولضمان نجاح المشروع، يستحسن استشارة خبراء الزراعة الحضرية واعتماد أساليب مستدامة تقلل من استهلاك المياه والطاقة.