في رد حاسم على التقارير المتداولة حول اكتشاف مدينة قديمة مدفونة على عمق 1200 متر تحت أهرامات الجيزة، أكد عالم الآثار المصري د. زاهي حواس أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مشددًا على أن ما يوجد أسفل الأهرامات ليس سوى صخرة صماء.
زاهي حواس: لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذه المزاعم
في تصريحات خاصة لقناة سكاي نيوز عربية، أوضح حواس أن جميع المزاعم بشأن وجود مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة تتنافى مع الحقائق العلمية، مضيفًا:
“لا يمكن للرادار اختراق الكتلة الصخرية الموجودة أسفل الهرم، ولم تعثر أي بعثة أثرية سابقة على مثل هذه الهياكل”.
كما أكد أن قاعدة هرم الملك خفرع تم نحتها بالكامل من الصخر الطبيعي بارتفاع نحو 8 أمتار، ولا توجد أي أدلة تشير إلى وجود أعمدة أو أنفاق أو مبانٍ تحتها، وذلك وفقًا للدراسات العلمية الحديثة التي أُجريت خلال السنوات الأخيرة.
حواس: البحث الحقيقي يجري داخل الأهرامات وليس أسفلها
وأشار حواس إلى أن هناك بعثة أثرية مشتركة مصرية-فرنسية-يابانية تعمل حاليًا على استكشاف غرف جديدة داخل الأهرام، وهو ما قد يؤدي إلى اكتشافات حقيقية، لكنه نفى تمامًا وجود أي دراسات جارية لاستكشاف منطقة تحت الهرم.
الجدل حول “مدينة الأهرامات السفلية”
وكانت مجموعة من العلماء من إيطاليا واسكتلندا قد زعمت في تقرير نشرته صحيفة ذا صن البريطانية أنها اكتشفت مدينة ضخمة مدفونة تحت أهرامات الجيزة، باستخدام تقنية المسح الراداري.
وبحسب البروفيسور كورادو مالانغا، قائد الفريق البحثي، فإن البيانات التي حصلوا عليها تشير إلى شبكة من الأنفاق والمباني والممرات، بالإضافة إلى نظام مائي قديم كان متصلًا بنهر النيل.
وزعمت الدراسة أن هناك 5 مبانٍ ضخمة متصلة ببعضها البعض عبر ممرات، و8 أعمدة تمتد لعمق 650 مترًا تحت الأرض، وأشارت إلى أن بئرًا عمودية تحيط بهذه الأعمدة ويبدو أنها تحتوي على درج حلزوني.
خبراء الرادار يشككون في صحة الاكتشاف
رغم الضجة التي أثارتها هذه الادعاءات، فقد شكك العديد من العلماء في مصداقية النتائج، حيث صرح البروفيسور لورانس كونيرز، المتخصص في تقنية الرادار الأثري بجامعة دنفر، بأن أجهزة المسح الراداري لا يمكنها اختراق الأرض حتى هذا العمق، ووصف النتائج بأنها مبالغة كبيرة.
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى إمكانية وجود هياكل أثرية أصغر، مثل الغرف والأعمدة، داخل التربة المحيطة بالأهرام، وهو ما قد يستدعي مزيدًا من البحث العلمي الدقيق قبل التوصل إلى استنتاجات نهائية.