يتساءل الكثيرون عن السبب الذي يدفع شركات الطيران إلى تصميم نوافذ الطائرات بشكل دائري أو بيضاوي، بدلاً من الشكل المربع أو المستطيل كما هو الحال في معظم النوافذ التقليدية، فهل الأمر مجرد خيار جمالي، أم أن هناك أسباب هندسية تفرض هذا التصميم؟
السبب وراء تصميم نوافذ الطائرة بشكل دائري
أثبتت الدراسات الهندسية أن تصميم النوافذ الدائرية لم يكن مجرد صدفة، بل جاء نتيجة لحوادث طيران وقعت في العقود الماضية، عندما كانت النوافذ تُصمم على شكل مربع أو مستطيل.
وفي بدايات استخدام الطائرات التجارية، كانت النوافذ مربعة، إلا أن هذا التصميم تسبب في مشكلات هيكلية خطيرة، خاصة عند التحليق على ارتفاعات شاهقة.
خلال الطيران، تتعرض الطائرة لتغيرات كبيرة في الضغط الجوي، ما يؤدي إلى تمدد وتقلص هيكلها المعدني بشكل مستمر. في النوافذ المربعة، تتجمع قوى الضغط في الزوايا الحادة، ما يؤدي إلى تشقق الهيكل تدريجيًا، ومع مرور الوقت، قد تتفاقم هذه التشققات إلى حد التسبب في كوارث جوية.
دور الشكل الدائري في تعزيز الأمان
في خمسينيات القرن الماضي، تعرضت بعض الطائرات لحوادث مميتة بسبب تمزقات في الهيكل، والتي بدأت بتشققات صغيرة عند زوايا النوافذ المربعة.
ودفعت هذه الحوادث الباحثين والخبراء إلى إعادة التفكير في تصميم النوافذ، حتى توصلوا إلى أن الشكل الدائري أو البيضاوي يقلل من تركيز الضغط في نقطة محددة، مما يجعله أكثر قدرة على تحمل التمدد والانكماش دون حدوث تصدعات.
فوائد تصميم النوافذ الدائرية في الطائرات
يرى الخبراء أن تصميم نوافذ الطائرات بشكل دائري أو بيضاوي ليس مجرد لمسة جمالية، بل هو قرار هندسي ضروري لضمان سلامة الركاب والطائرة، فكل تفصيلة في تصميم الطائرات تخضع لدراسات دقيقة تضمن الحد من المخاطر وتعزيز كفاءة الأداء، مما يجعل رحلات الطيران أكثر أمانًا وسلاسة.
- زيادة الأمان والمتانة: يوزع التصميم الدائري الضغط بشكل متساوٍ حول النافذة، ما يقلل من مخاطر التشقق ويُطيل عمر هيكل الطائرة.
- تحسين تجربة الركاب: يوفر الشكل الدائري رؤية أكثر راحة وسلاسة، حيث يمكن للعين البشرية استيعاب المنحنيات بسهولة مقارنة بالزوايا الحادة.
- تقليل مخاطر التمزقات الهيكلية: يقلل التصميم البيضاوي من تركّز الضغط في نقاط محددة، مما يحد من مخاطر التشققات التي قد تؤثر على بنية الطائرة.