لطالما شكلت بعض الكلمات العربية إشكالية لغوية بين دارسي اللغة، خاصة تلك الدالة على مواد غير معدودة. وتأتي كلمة “حليب” في صدارة هذه الكلمات التي تثير التساؤلات حول إمكانية جمعها وصيغ هذا الجمع. فهل يمكن جمع “حليب”؟ وما هي الصيغ الصحيحة لهذا الجمع؟
الرأي اللغوي: ما قاله الخبراء
كشف الدكتور محمد الشرقاوي، أستاذ النحو والصرف في جامعة القاهرة، أن كلمة “حليب” يمكن جمعها في سياقات محدودة رغم شيوع استخدامها كمفرد للدلالة على الكثرة. وأوضح أن للكلمة صيغتين للجمع:
1. أحلاب: وهي الصيغة الأشهر، وتستخدم للإشارة إلى أنواع أو مصادر مختلفة من الحليب
2. أحلابات: صيغة نادرة الاستخدام، ترد أحياناً في الأدب القديم للتعبير عن التعدد
استخدام “حليب” كمفرد للدلالة على الجمع
تشير قواعد اللغة العربية إلى أن بعض الأسماء – خاصة تلك الدالة على مواد غير معدودة – يمكن استخدامها بصيغة المفرد للدلالة على الكثرة، مثل:
“اشترينا حليباً للسفر” (أي كميات كبيرة)
“يُنتج المصنع حليباً يومياً” (إنتاج مستمر)
وهذا مشابه لاستخدام كلمات مثل “ماء” و”عسل” و”زيت” التي تبقى غالباً على صيغة المفرد حتى عند الإشارة إلى كميات كبيرة.
بدائل لغوية للتعبير عن الجمع
عند الحاجة للتعبير عن تعدد أو تنوع الحليب، يمكن استخدام تراكيب لغوية بديلة مثل:
أنواع الحليب (حليب البقر، حليب الماعز، الحليب النباتي)
أصناف الحليب (الحليب كامل الدسم، قليل الدسم، منزوع الدسم)
منتجات الألبان (في الحالات التي تشمل مشتقات الحليب)
الحليب في الثقافة العربية: أكثر من مجرد مشروب
يتجاوز الحليب كونه مشروباً يومياً في العالم العربي، حيث يحمل دلالات ثقافية عميقة:
رمز الكرم: تقديم الحليب للضيف تقليد عربي أصيل
أساس في المطبخ: يدخل في إعداد الأطعمة مثل الأرز بالحليب والمهلبية
قيمة غذائية: يُعتبر مصدراً رئيسياً للكالسيوم في النظام الغذائي العربي