تشهد مصر في الوقت الراهن نقلة نوعية في قطاع الكهرباء، بعد دخول منظومة العدادات الذكية ومسبقة الدفع حيّز التنفيذ، وهي خطوة طال انتظارها من قبل ملايين المواطنين الذين عانوا طويلًا من الفواتير التقديرية الخاطئة، خاصة خلال فصل الصيف. أصبح الآن احتساب الفواتير قائمًا على الاستهلاك الفعلي فقط، في تحوّل يُعزز مبادئ الشفافية والعدالة بين المواطن ومزود الخدمة.
تحكم كامل وشفافية في الاستهلاك
واحدة من أهم المزايا التي جلبتها هذه المنظومة الحديثة هي القدرة على متابعة الاستهلاك لحظيًا عبر تطبيقات إلكترونية سهلة الاستخدام. يمكن للمستهلك الآن معرفة استهلاكه اليومي، وضبط ميزانيته وفقًا لذلك، دون مفاجآت في نهاية الشهر كما أسهمت العدادات الذكية في إنهاء مشكلة التقديرات العشوائية، والتي كانت تسبب في السابق فواتير غير واقعية شكلت عبئًا ماليًا على الأسر المصرية.
ترحيب شعبي واسع وتفاعل إيجابي
حظيت هذه الخطوة بترحيب كبير من المواطنين، حيث عبّر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتياحهم تجاه هذه التغييرات، معتبرين أنها بداية لعصر جديد من الخدمات الذكية التي تضع المواطن في قلب منظومة القرار والمتابعة وقد وصف البعض هذه التحولات بأنها “نقلة حضارية” طال انتظارها.
خطوة نحو مصر الرقمية 2030
تندرج هذه المنظومة ضمن رؤية الدولة للتحول الرقمي الشامل، والمُدرجة ضمن استراتيجية “مصر 2030″، والتي تهدف إلى تحسين كفاءة إدارة الموارد، وتقليل الهدر، وتحقيق العدالة في تقديم الخدمات. وإلى جانب قطاع الكهرباء، تتوسع الدولة في تعميم التجربة لتشمل المياه، والغاز، وخدمات أخرى.
إن إدخال هذه الأنظمة الحديثة لا يقتصر فقط على الجانب التقني، بل يُرسّخ ثقافة جديدة لدى المواطن تقوم على الوعي، والمحاسبة، والحق في الحصول على خدمة دقيقة وشفافة.