يعتبر السحلب واحدا من أكثر المشروبات شعبية في فصل الشتاء حيث يعزف الكثيرون عن شربه بحثا عن الدفء ولامتاع حاسة التذوق بمذاقه الغني، ويعرف هذا المشروب في العديد من البلدان العربية خاصة في بلاد الشام والحجاز ومصر إذ يمثل جزءا من التراث الغذائي المتجذر في هذه المناطق.
ما هو السحلب؟
بعيدا عن كونه مشروبا دافئا يعتبر السحلب نباتا ينتمي إلى فصيلة السحلبيات، والتي تميزت بجذورها الدرنية ذات اللون الأسمر من الخارج والأبيض من الداخل، ويتسم هذا النبات بأوراقه الضيقة وساقه الذي يحمل أزهارا بنفسجية اللون مما يضفي عليه جمالا خاصا.
جمع كلمة “سحلب”
عند البحث في القواميس العربية نجد أن لكلمة “سحلب” ثلاث جموع صحيحة: أسحال، سُحول، وسُحُل، وهذه الجموع تظهر تنوع اللغة العربية وثراءها حيث تختلف صيغ الجمع حسب السياق والاستخدام.
فوائد السحلب الصحية
لا يتمحور تميز السحلب حول كونه مشروبا شهيا فقط بل يحمل مجموعة من الفوائد الصحية الهامة بفضل غناه بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، ومنها:
- يحتوي السحلب على نسبة مرتفعة من الألياف التي تسهم في تحسين عملية الهضم وتقي المعدة من التهيج.
- يساعد في تقوية مناعة الجسم، وهناك دراسات تشير إلى دوره المحتمل في الوقاية من بعض أنواع السرطان خصوصا أورام الجهاز الهضمي.
- يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول غير الصحي مما يدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
- لاحتوائه على كمية جيدة من المغنيسيوم الذي يعزز قوة العظام ويقلل مشاكل المفاصل.
- يعد خيارا جيدا لمن يسعون للحفاظ على استقرار مستويات السكر خاصة عند تناوله دون إضافة الكثير من السكر الصناعي.
- يحتوي السحلب على نسبة من النحاس الذي يعزز امتصاص الحديد بكفاءة مما يساهم في الوقاية من فقر الدم (الأنيميا).
السحلب في المطبخ العربي
تتنوع طرق تحضير السحلب حسب البلد ففي بعض الدول يعزز بماء الزهر أو القرفة بينما يزين في بلدان أخرى بالمكسرات مثل الجوز واللوز والفستق في ليبيا يتميز السحلب الليبي بمذاقه الفريد وطريقة تحضيره الخاصة مما يجعله مختلفا عن السحلب التقليدي المعروف في بلاد الشام ومصر.
يظل السحلب أكثر من مجرد مشروب شتوي لذيذ إذ يجسد مزيجا من التقاليد والفوائد الصحية، ويعتبر جزءا من التراث العربي الذي يحترم عبر الأجيال، ومن خلال معرفة جمعه الصحيح نكتشف مرة أخرى كيف تتميز اللغة العربية بغناها ودقتها في التعبير عن مفرداتها.