بدء تعامد الشمس الثانى والأخير لعام 2024 على الكعبة المشرفة.. واختفاء ظلها


بدأ فى الساعة 12:26:45 صباحاً بتوقيت القاهرة المحلى تعامد الشمس الثانى والأخير لعام 2024 على الكعبة المشرفة حيث تتساوى إحداثيات الشمس الظاهرية فى السماء مع إحداثيات الكعبة المشرفة (خطى العرض والطول).


وقال الدكتور ياسر عبد الهادي رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن الشمس فى لحظة التعامد ستكون في أقصى ارتفاع لها (12ʺ 58ʹ 89°) ، أي لا يفصلها عن زاوية التعامد المثلى (90°) سوى دقيقة و48 ثانية قوسية، وعندها سيختفي ظل الكعبة تماماً.


وأضاف أنه في هذه اللحظة يمكن لأي راصد في أي بقعة ترى الشمس وقتها أن يحدد اتجاه القبلة أو يختبر دقته في مكانه باستخدام شاخص عمودي تماماً ، حيث سيشير الاتجاه المعاكس لظلها إلى اتجاه القبلة تماماً أو على الأقل بالنظر إلى اتجاه الشمس أفقياً في هذه اللحظة ليكون هو اتجاه القبلة في هذا المكان.


وأوضح أن هذا النوع من التعامد هو تعامد رأسي للشمس ويختلف عن دراسات التعامد الأفقي سواء عند الشروق أو الغروب أو غيرها على الأبنية ومنها المعابد الأثرية التي كانت بمثابة علامات تحدد مواعيد لفصول أو مواسم أو مناسبات بعينها.


وتابع: “يكمن الفارق الفلكي بين هذين النوعين من التعامد في كون التعامد الرأسي لا يمكن أن يحدث إلا على المنطقة المحصورة بين خطي عرض مداري السرطان والجدي ، لكون الشمس لا تخرج رأسياً خارج هذا الإطار طبقاً لميل محور الأرض على مستوى دورانها حول الشمس بحوالي 23.45° ، بينما يمكن للتعامد الأفقي أو المائل أن يحدث لأي نقطة على سطح الأرض”.


ولفت إلى أنه من الممكن لهذه الظاهرة أن تفيد الهواة الذين يحبون القيام بأنشطة فلكية مثل التحقق من طول محيط الأرض مثلما فعل العالم الإغريقي “إيراتوسثين” ، الذي أجرى هذه التجربة في مصر وقت تعامد الشمس على مدينة أسوان وقت الانقلاب الصيفي ، وقام بحساب زاويتها على مدينة الأسكندرية ، ومنها استنتج طول محيط الكرة الأرضية.


من جانبه، ـشار المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة – في بيان أصدره اليوم – إلى أن هذا التعامد الثاني على الكعبة يحدث مع عودة الشمس “ظاهرياً” قادمة من مدار السرطان متجهه جنوباً إلى خط الإستواء وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع ( 90 درجة) تقريباً بالتزامن مع أذان الظهر في المسجد الحرام حيث يصبح ظل الزوال صفرا ويختفي ظل الكعبة المشرفة.


وكشف عن أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية وهو تحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وكافة المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبته بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.


وأضاف أن ظاهرة التعامد تستخدم كذلك في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة وهي تدل أيضا على كروية كوكب الأرض.


يشار إلى أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنة 2024 أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل 2025.

 

نقلا عن اليوم السابع