تعذر رؤية الهلال.. رسميا أول دولة تعلن موعد عيد الفطر المبارك 2025 هو يوم الإثنين

تتجه أنظار المسلمين حول العالم نحو الإعلان الرسمي عن موعد عيد الفطر لعام 2025 (1446 هـ)، والذي يعتمد على رؤية هلال شهر شوال بعد مغيب شمس يوم السبت الموافق 29 رمضان.

وقد أثار الجدل الفلكي الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي حول إمكانية رؤية هلال شوال هذا العام تفاعلاً كبيراً، فبينما توقع فريق من الفلكيين ولادة الهلال يوم الرؤية، السبت 29 رمضان، وبالتالي يكون الأحد غرة شوال، رأى فريق آخر استحالة رؤيته في ذلك اليوم، مرجحين أن يكون أول أيام عيد الفطر هو الاثنين الموافق 31 مارس.

وفي هذا السياق، أوضح مركز الفلك الدولي في بيان له أن رؤية هلال شوال قد تكون صعبة للغاية يوم السبت في مناطق مثل مصر والإمارات والسعودية، مما يزيد من احتمالية أن يكون يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 2025.

أستراليا تحسم الجدل وتعلن موعد العيد رسميًا

وقبل أي دولة أخرى، أعلن مجلس الإفتاء الأسترالي رسميًا عن موعد عيد الفطر المبارك وأول أيام شهر شوال.

وأكد المجلس في بيان رسمي أن يوم الأحد المقبل، 30 رمضان، هو آخر أيام الشهر الفضيل، وأن يوم الاثنين الموافق 1 شوال سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك. وقد استند المجلس في قراره هذا إلى عدم توفر شروط رؤية الهلال في أستراليا.

وأوضح البيان أن التحريات من المراصد المحلية والعالمية أظهرت أن هلال شوال سيولد في مدينة سيدني يوم السبت 29 مارس 2025 في تمام الساعة 9:57 مساءً بتوقيت شرق أستراليا، أي بعد غروب الشمس. وفي مدينة بيرث، سيولد الهلال في نفس اليوم الساعة 6:57 مساءً بتوقيت غرب أستراليا، وهو أيضاً بعد غروب الشمس. وبما أن الهلال سيولد بعد غروب الشمس في المدينتين، فمن المستحيل أن يكون اليوم التالي هو أول أيام شهر شوال.

وقد اعتمد مفتي عام أستراليا ومجلس الإفتاء الأسترالي في تحديد نهاية رمضان وبداية شوال وعيد الفطر على حساب ميلاد الهلال قبل غروب الشمس ومدى بقائه في الأفق بعد الغروب.

الحسابات الفلكية تدعم صعوبة رؤية الهلال يوم السبت

وفقًا للحسابات الفلكية المصرية، سيولد هلال شهر شوال يوم السبت 29 مارس 2025 بعد الاقتران مباشرة في تمام الساعة 1 ظهرًا بتوقيت القاهرة. وسيبقى الهلال في سماء مكة المكرمة لمدة 7 دقائق بعد الغروب، وفي القاهرة لمدة 11 دقيقة. وتشير التقديرات إلى أن ظهور الهلال سيستمر لفترات تتراوح بين 3 و19 دقيقة في مختلف العواصم والمدن الإسلامية، مما يجعل يوم الأحد 30 مارس 2025 هو أول أيام عيد الفطر فلكيًا وفقًا لبعض الحسابات.

إلا أن الفلكي بدر العميرة، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، صرح لصحف مصرية بتوقعه أن يكون عيد الفطر المبارك يوم الاثنين 31 مارس، نظرًا لصعوبة رؤية هلال شوال مساء السبت 29 مارس، وأوضح أنه بناءً على المعطيات الفلكية، من المرجح أن يكون يوم الأحد 30 مارس هو المتمم لشهر رمضان، على أن يكون أول أيام عيد الفطر المبارك يوم الاثنين، تطبيقًا للأحكام الشرعية التي تقضي بإكمال شهر رمضان ثلاثين يومًا في حال عدم رؤية الهلال.

وأظهرت دراسة أردنية أن عمر الهلال عند غروب الشمس سيكون 4 ساعات و56 دقيقة فقط، وهو عمر قصير جدًا لا يسمح برؤيته بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات الفلكية، مما يدعم إعلان يوم الاثنين كأول أيام عيد الفطر.

كما أعلن مركز الفلك الدولي أن جميع الحسابات تشير إلى استحالة رؤية هلال شوال يوم السبت، مما يعني إكمال شهر رمضان 30 يومًا وبدء عيد الفطر يوم الاثنين الموافق 30 مارس.

ومع ذلك، أشار المركز في بيانه إلى أنه نظرًا لحدوث الاقتران يوم السبت 29 مارس قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروب الشمس في وسط وغرب العالم الإسلامي، فإن العادة جرت في مثل هذه الظروف أن تعلن بعض الدول بدء الشهر القمري في اليوم التالي، وهو الأحد.

من جانبه، رجح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، انتهاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر يوم الأحد الموافق 30 مارس، بشرط عدم وجود عوائق للرؤية مثل السحب أو الغبار.

توقعات بموعد عيد الفطر 2025 في الدول العربية والإسلامية

أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر أن القمر سيظهر بعد غروب الشمس بنحو 11 دقيقة في سماء مصر، وهي مدة يعتبرها بعض الفلكيين الدوليين غير كافية لرؤية الهلال بالعين المجردة، مما يرجح أن يوافق عيد الفطر يوم الاثنين 31 مارس 2025 بدلاً من الأحد.

بينما أكد الدكتور طه رابح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية دقة الحسابات الفلكية، إلا أن القرار النهائي بشأن موعد العيد سيبقى بيد الهيئات المتخصصة في كل دولة بعد استطلاع الهلال وفقًا للضوابط الشرعية.

لماذا تختلف مواعيد عيد الفطر بين الدول؟

يعود الاختلاف في تحديد موعد عيد الفطر إلى تباين الجهات الرسمية في إعلان بداية الأشهر الهجرية، مع التأكيد على أن تحديد موعد العيد هو من اختصاص السلطات الرسمية وليس الفلكيين.

ويقتصر دور الفلكيين، بحسب بيان المعهد الدولي للفلك، على تقديم المعلومات العلمية المتعلقة برؤية الهلال وتحديد إمكانية مشاهدته من عدمها. وقد نبه البيان إلى أهمية احترام أدوار كل من الفلكيين والفقهاء في هذه المسألة لتجنب الالتباس في فهم آلية تحديد بداية الشهر الهجري.