من عظيم دلائل القدره الالهيه ما نراه في تنوع الكائنات الحيه ودقه خلقها، اذ تتجلى حكمه الخالق في تناغم الاعضاء وتكامل الوظائف، سواء في البحر او البر او السماء، فلكل كائن دوره الفريد في منظومه الحياه، ولكل طير غريزته ومجاله الذي لا يشبه سواه، ومن بين تلك المخلوقات، تبهرنا الطيور بجمالها وانسيابها في الفضاء، وقدرتها على التكيف مع البيئات المختلفه، في مشهد يلهم النفس ويوقظ فيها رهبه التقدير.
مميزات الصقور في القنص والسرعه والدقه
الصقر من اكثر الطيور الجارحه شهره، ويتميّز بسرعته العاليه وحده بصره، مما يجعله من امهر الكائنات في الصيد، و يربى الصقر منذ قرون في بعض الثقافات، خصوصا العربيه منها، ويستخدم في الصقاره كرمز للفروسيه والدقه، و يمتاز بحجمه المتوسط ومنقاره المعقوف الحاد ومخالبه القويه، ويستطيع الانقضاض على فريسته بسرعه خاطفه، و كما انه يتسم بالولاء لصاحبه اذا تم تدريبه جيدا، ما يجعله عنصرا مميزا في عالم الطيور المفترسه.
خصائص النسور واختلافها عن الصقور
اما النسر، فهو اكبر حجما واقل سرعه من الصقر، ويشتهر بقدرته على التحليق في الاعالي لفترات طويله دون جهد، و لا يعرف بقوه الصيد المباشر كالصقر، بل يعتمد على التهام الجيف، مما يسهم في تنظيف البيئه والتخلص من البقايا العضويه، و يمتلك جناحين واسعين وبصرا حادا لكنه بطيء الهجوم، و الفرق الجوهري بين الصقر والنسر يكمن في اسلوب التغذيه والبنيه الجسديه، اذ يتبع كل منهما طريقته الفطريه التي فطره الله عليها ضمن منظومه متكامله للحياه.