بالتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك، يكثر تساؤل المسلمين عن تكبيرات العيد التي تعد سنة متبعة عند جمهور الفقهاء، حيث يستحب للمسلمين التكبير بأي صيغةٍ من صيغ التكبير الواردة، نظرًا لأن الأمر في ذلك واسعٌ وفقًا لما جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]؛ وقد أكدت دار الإفتاء المصرية هذا المعنى، موضحة أن النص الشرعي جاء مطلقًا دون تقييدٍ بصيغةٍ معينة، وبالتالي فإن أيَّ صيغةٍ تتوافق مع روح التكبير لا بأس بها، والمعيار الأساسي لقبولها هو مدى مطابقتها لأحكام الشريعة الإسلامية، وليس مجرد ورودها في نصٍ بعينه.
الصيغة الصحيحة لتكبيرات عيد الفطر 2025 مكتوبة
اعتاد المصريون منذ القِدَم على ترديد صيغةٍ شهيرة للتكبير، وهي: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.”
وتعتبر هذه الصيغة من الصيغ الصحيحة شرعًا، حيث أشار الإمام الشافعي إلى جوازها بقوله: “وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببته.”
صيغ أخرى للتكبيرات العيد
لم يرد في السنة النبوية نصٌّ محدد لصيغة التكبير، ولكن الصحابة والتابعين رددوا صيغًا مختلفة، ومنهم الصحابي سلمان الفارسي الذي كان يكبر بهذه الصيغة: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”
وهذا يدل على أن الأمر واسع، ما دام التكبير يعبر عن تعظيم الله وشكره على نعمة الهداية، كما أكد ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]، حيث يُؤخذ المطلق على إطلاقه ما لم يأتِ في الشرع ما يقيده.
وبناءً على ذلك، فإن المسلم مخيَّرٌ في التكبير بصيغةٍ من الصيغ الواردة، دون حرج أو تضييق، طالما أنها لا تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية، مما يجسد سعة الإسلام وتيسيره على الناس في العبادات والمناسك.