“داخلين على كارثة حقيقة” حيوان مفترس منقرض يعود للحياة مرة اخرى وهياكل اي حاجة في طريقه

لطالما كانت فكرة إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة، مثل الماموث الصوفي، مادة خصبة لأفلام الخيال العلمي، لكن العلماء اليوم باتوا أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هذا الحلم بفضل التقدم في علم الجينات والتكنولوجيا الحيوية، أصبح بإمكان الباحثين محاولة إحياء هذا العملاق الذي جاب سهول سيبيريا منذ آلاف السنين. فهل يمكن أن نشهد عودة الماموث قريبًا؟ وما الفوائد أو المخاطر التي قد ترافق ذلك؟

كيف يمكن إعادة إحياء الماموث؟

تعتمد الجهود العلمية لإعادة الماموث على تقنيات متطورة في الهندسة الوراثية، وأبرزها تقنية CRISPR-Cas9، التي تتيح تعديل الجينات بدقة متناهية. هناك طريقتان رئيسيتان لتحقيق هذا الهدف:

  1. استنساخ الماموث: تعتمد هذه الطريقة على العثور على خلايا محفوظة جيدًا من ماموث قديم واستخراج نواتها وزرعها في بويضة أنثى فيل حديثة، على أمل أن تتطور إلى جنين ماموث كامل. لكن المشكلة أن الحمض النووي للماموث المتجمد غالبًا ما يكون متضررًا وغير قابل للاستخدام.
  2. دمج جينات الماموث في فيل حديث: يركز العلماء على تعديل الحمض النووي للفيلة الآسيوية، التي تُعتبر الأقرب جينيًا إلى الماموث، وإضافة الجينات المسؤولة عن خصائصه الفريدة، مثل الفرو الكثيف والقدرة على تحمل البرد. إذا نجحت هذه التجربة، فقد نحصل على كائن هجين بين الفيل والماموث قادر على العيش في بيئات مشابهة لبيئته القديمة.

لماذا يسعى العلماء لإعادة الماموث؟

هناك عدة دوافع وراء هذه المحاولات، بعضها علمي وبعضها بيئي:

  • إحياء النظام البيئي: كان الماموث جزءًا مهمًا من التوازن البيئي في السهوب القطبية، حيث ساعد في منع ذوبان الجليد عبر دعمه لنمو النباتات التي تعكس أشعة الشمس بدلًا من امتصاصها. إعادة هذا الحيوان قد تساعد في محاربة تغير المناخ.
  • إعادة دراسة التطور والبيولوجيا: فهم كيفية إعادة كائن منقرض قد يفتح الأبواب أمام علاج الأمراض الجينية أو حماية الأنواع المهددة بالانقراض.
  • التحدي العلمي: يمثل المشروع قفزة هائلة في علوم الجينات والتكنولوجيا الحيوية، ما قد يقود إلى ابتكارات طبية وزراعية مستقبلية.

المخاوف والتحديات

بالرغم من الحماس الذي يحيط بهذا المشروع، هناك أسئلة أخلاقية وعلمية معقدة لا يمكن تجاهلها:

  • هل نحن مستعدون لعودة الماموث؟ قد لا يكون النظام البيئي الحالي متوافقًا مع هذا الحيوان، ما قد يؤدي إلى اضطرابات غير متوقعة.
  • المخاوف الأخلاقية: هل من الصواب “إعادة” حيوان انقرض طبيعيًا؟ هل ستكون هذه الكائنات مجرد “تجارب علمية” دون بيئة طبيعية مناسبة؟
  • التكاليف العالية: إنفاق موارد ضخمة على هذا المشروع قد يكون غير مبرر مقارنة بمشاريع الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض حاليًا.

قد يكون حلم رؤية الماموث حيًا مرة أخرى قريبًا من التحقق، لكن السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لهذا الحدث؟ بينما يستمر العلماء في البحث والتجربة، تبقى الإجابة معلقة بين الأمل والقلق، وبين العلم والأخلاق. في كل الأحوال، فإن نجاح هذا المشروع قد يكون بداية لعصر جديد، حيث لا يكون الانقراض نهاية حتمية لأي كائن حي.