مع انتهاء شهر رمضان المبارك، تتغير العادات الغذائية تمامًا، ولكن هناك تقليد واحد لا يتغير لدى المصريين، وهو تناول الفسيخ في ثاني أيام العيد. هذه العادة الراسخة يتوارثها المصريون جيلًا بعد جيل، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد، فما السر وراء هذا التمسك الشديد بها؟
أصل عادة الفسيخ بعد العيد
يرجع حب المصريين للفسيخ إلى العصور الفرعونية، حيث كان يعتبر من الأطعمة المقدسة في الاحتفالات والمناسبات، ومع مرور الزمن، أصبح أكلة رئيسية في عيد شم النسيم، ومع التشابه الكبير بين احتفالات العيد وشم النسيم، انتقلت العادة لتشمل ثاني أيام الفطر أيضًا، خاصة بعد الحرمان من تناول الأسماك المملحة طوال شهر رمضان.
لماذا لا يختفي الفسيخ من السفرة المصرية؟
هناك عدة أسباب تجعل المصريين متمسكين بالفسيخ بعد العيد:
- تعويض الحرمان من الموالح: بعد 30 يومًا من الصيام وتناول الأطعمة الخفيفة، يبحث الجسم عن الأكلات المالحة، مما يجعل الفسيخ الاختيار الأول.
- التجمع العائلي: يعتبر تناول الفسيخ طقسًا اجتماعيًا يجمع العائلة والأصدقاء حول مائدة واحدة في أجواء احتفالية.
- الطعم الفريد والإدمان عليه: رغم تحذيرات الأطباء من مخاطره، إلا أن عشاق الفسيخ لا يستطيعون مقاومته، خاصة عندما يكون مُعدًا بطريقة جيدة.
كيف تتناول الفسيخ بأمان؟
- لكي تستمتع بهذه العادة دون التعرض لأي أضرار صحية، يجب التأكد من شراء الفسيخ من مصدر موثوق، وغسله جيدًا بعصير الليمون والخل، وتناوله بكميات معتدلة مع البصل والسلطة الخضراء.
مهما تغيرت العادات والموائد، سيظل الفسيخ عنصرا ثابتا في احتفالات المصريين بعد العيد، فهو أكثر من مجرد طعام، إنه جزء من التراث الشعبي الذي يعكس الهوية المصرية وروح الاحتفال!