في امتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية، طُرح سؤال يبدو تقليديًا: أعرب كلمة “خلق” في بيت الشاعر أحمد شوقي “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”، أغلب الطلاب بدأوا بإجابات محفوظة ومتوقعة، لكن طالب واحد قلب الموازين، وخلى المصححين يقفوا عند إجابته مندهشين ومندهشين، لحظة عبقرية خرجت من قلب ورقة امتحان، لتتحول إلى حديث الجميع.
رد غير متوقع لكنه عبقري
الطالب كتب بكل ثقة: “خلق: فعل ماضٍ مبني للمجهول، يدل على أن الإنسان لم يوجد عبثًا، وإنما خلق لهدف ورسال، الجملة دي رغم بساطتها، إلا إنها حملت عمق غير عادي، والطالب دمج بين الإعراب والمعنى الفلسفي، وفهم الكلمة من زاويتين، لغوية ووجودية، صحيح إن التقدير النحوي الصحيح يمكن يكون “اسم ما لم يسم فاعله”، لكن طريقته في ربط الإعراب برؤية أعمق عن الخلق والغاية من الحياة كانت مبهرة فعلًا.
درس لكل من يقرأ
الرد ده مش بس إجابة على سؤال، ده درس في التفكير المختلف، الطالب ده أثبت إن الإبداع مش دايمًا محتاج أدوات معقدة، أحيانًا بيكفي إنك تبص للكلمة من زاوية تانية، وتربط بين العلم والفكر، إجابته لمست قلوب المصححين، وسابت أثر حقيقي في كل اللي قراها، ومش دايمًا الامتحان بيقيس معلومات، أحيانًا بيكشف مواهب وبيولد نجوم من قلب اللجان.