رغم أن النسر والصقر يصنفان ضمن الجوارح ويشتركان في كثير من الصفات القتالية والجسدية، إلا أن بينهما اختلافات دقيقة تميز كل نوع عن الآخر، فالنسر يتمتع ببنية ضخمة وجناحين عريضين يسمحان له بالتحليق لمسافات طويلة دون جهد كبير، كما أن رأسه أصلع يخلو من الريش لتجنب تلوثه ببقايا الفرائس، وهو غالبا ما يتغذى على الجيف ولا يعتمد على الصيد المباشر، و أما الصقر فيتسم بجسم أكثر انسيابية، وجناحين حادين يساعدانه على الانقضاض بسرعات مذهلة، مما يجعله صيادا بارعا، يعتمد على المناورة والمباغتة في قنص فرائسه الحية.
الاختلاف في العادات الغذائية وبيئة المعيشة
يفضل النسر الإقامة في المناطق الجبلية أو المرتفعات الصخرية، حيث يستغل تيارات الهواء الدافئة ليرتفع في السماء، مترصدا أي جيفة على الأرض ليهبط عليها ببطء وثقة، وعلى النقيض، يعيش الصقر في مناطق متنوعة تشمل الصحاري والسهول وحتى أطراف المدن، ويميل إلى العزلة أو التزاوج الثنائي، بينما النسور تميل إلى التجمع حول مصادر الطعام، و كما أن الصقور تمتلك مخالب حادة ومنقارا معقوفا يتيح لها تمزيق فرائسها، في حين أن النسور تعتمد على مناقير قوية فقط دون الاعتماد الكبير على المخالب.
التأثير الثقافي والرمزي لكل منهما
لعب النسر والصقر دورا مهما في الرموز الثقافية والحضارية، إذ يرمز بالنسر إلى القوة والسيادة خاصة في الشعارات الوطنية، كونه يحلق في الأعالي ويشرف على الأرض من ارتفاع شاهق، و أما الصقر فارتبط في الثقافة العربية بالشجاعة والبصيرة وسرعة البديهة، وله مكانة خاصة في الموروثات البدوية والخليجية، ويعد تربيته وتدريبه فنا قائما بذاته، ورغم هذه الفروق، يظل كل من النسر والصقر رمزا لفصيلة الطيور الجارحة التي تفرض سطوتها على السماء بمهارة لا مثيل لها.