عندما يبحث الكثير من المسافرين أو أولياء الأمور القلقين عن “ليه مفيش مظلات في الطيارات”، يكون السؤال بدافع غريزي عن الأمان، وخاصة في ظل الحوادث النادرة لكن المثيرة للقلق التي تنشر أحيانًا، وعلى الرغم من بساطة الفكرة من الخارج، إلا أن غياب المظلات من الطائرات التجارية ليس إهمالًا ولا تقصيرًا، بل هو قرار مدروس يستند إلى حقائق علمية وتقنية أكثر تعقيدًا مما نتصور.
الارتفاع الشاهق والسرعة القاتلة
الطائرات التجارية تطير على ارتفاعات تتجاوز 35 ألف قدم، حيث لا تتوفر كمية كافية من الأوكسجين ولا تكون درجات الحرارة مناسبة للحياة، وفي مثل هذا الارتفاع، القفز بالمظلة ليس فقط أمرًا خطرًا بل يكاد يكون مستحيلًا دون معدات خاصة للتنفس وحماية الجسم، أضف إلى ذلك أن سرعة الطائرة قد تصل إلى 900 كم/ساعة، ما يجعل فتح باب الطائرة أصلاً تحديًا شبه مستحيل، فكيف بالقفز منها بأمان.
الركاب غير مدربين على استخدام المظلات
حتى لو تم تجاوز العوائق التقنية، هناك مشكلة أكبر: معظم الركاب لا يعرفون أساسيات القفز بالمظلات، والأمر يحتاج إلى تدريب دقيق ومكثف لضمان الهبوط الآمن، وأي محاولة للهروب في لحظة ذعر قد تؤدي إلى نتائج كارثية، لذلك، توفير مظلات للجميع قد يضيف مزيدًا من الخطر بدلًا من تقليل الخطر.
وسائل الأمان البديلة أكثر فعالية
بدلاً من المظلات، تعتمد شركات الطيران على وسائل أمان مثبتة وفعالة، مثل أنظمة الضغط، والأقنعة الأوتوماتيكية، والممرات القابلة للنفخ، وتدريب طاقم الطائرة على الاستجابة للطوارئ، كما أن احتمال تحطم الطائرة ضئيل جدًا مقارنة بوسائل النقل الأخرى، مما يجعل التركيز على منع الحوادث أكثر أمانًا من محاولة النجاة منها.