قد يبدو السؤال تافهًا للوهلة الأولى: “ما جمع كلمة سُكّر؟”، لكن الحقيقة أن هذا التساؤل البسيط فجّر جدلًا لغويًا واسعا بين الطلاب، وحتى المعلمين أنفسهم، لدرجة أن البعض وصفه بأنه “السؤال الذي جعل الطلاب يبكون”، ليس لصعوبته، بل لحيرته، فالإجابات اختلفت بشكل كبير، وظهر أكثر من رأي، وكل طرف متمسك بتفسيره.
هل تُجمع كلمة “سُكّر” أصلًا؟
المسألة تكمن في تصنيف الكلمة، فكلمة “سُكّر” تُعد من أسماء المواد غير المعدودة في الأصل، تمامًا مثل “ماء” و”طحين”، لذا فإن جمعها لا يُستخدم كثيرًا في اللغة اليومية، من هذا المنطلق، يرى البعض أن “سكريات” لا تُعد جمعًا مباشرًا، بل تشير إلى أنواع مختلفة من السكر، أي أنها وصف أكثر من كونها جمعًا صرفيًا للكلمة.
“سكريات” أم “أسكرة” أم “سكور”؟
الآراء تباينت. فريق يرى أن “سكريات” هي الأنسب للدلالة على التنوع، في حين فضّل آخرون العودة إلى المعاجم القديمة، التي وردت فيها كلمات مثل “أسكرة” و”سكور”، رغم ندرتها، ورغم أن هذه الصيغ قد لا تبدو مألوفة للغالبية، فإنها صحيحة لغويًا بحسب ما ورد في بعض المصادر التراثية.
الكلمة لا تفهم إلا في سياقها
إذا أردنا الدقة، فالسياق هو ما يُحدد الإجابة. عند الحديث عن أنواع مختلفة من السكر، تُصبح “سكريات” مناسبة تمامًا، أما إذا أردنا جمعًا صرفيًا أصيلًا، فربما كانت “أسكرة” أو “سكور” أكثر ملاءمة، ولو من الناحية الفصيحة القديمة.
اللغة العربية… دائمًا ما تُفاجئنا
في نهاية المطاف، هذا الجدل الصغير يكشف روعة اللغة العربية وغناها بالتفاصيل، فهي ليست فقط لغة قواعد، بل عالم واسع مليء بالأسرار والتطورات التي لا تنتهي، وكل سؤال بسيط فيها، قد يحمل خلفه تاريخًا ومعاني لا تُعد.