“ 5% بس اللي عرفوا يحلوها ” .. هل تعلم ماهو جمع كلمة “كفيف” في اللغة العربية التي حيرت ملايين الطلاب والمعلمين .. إجابة الكل بيدور عليها !!!

كثيرًا ما نواجه في اللغة العربية أسئلة تظن في بدايتها أنها بسيطة ولكنها سرعان ما تنقلب إلى ألغاز تحيّر العقول ومن بين هذه الأسئلة التي سبّبت الصدمة للطلاب وحتى بعض المعلمين سؤال بسيط في شكله عميق في جوهره: “ما هو جمع كلمة كفيف؟” مما جعل البعض يدخل في نوبة من الضحك أو البكاء ليس صعوبة الكلمة، بل بساطة الإجابة التي خالفت كل التوقعات! ، وفي هذا المقال نأخذكم في رحلة لغوية ممتعة نكشف خلالها عن الإجابة الصحيحة ونُبحر معًا في أصل الكلمة ومعناها واستخدامها عبر العصور.

 جمع كلمة “كفيف” 

Picsart 24 09 02 14 36 19 024

 رغم أن الكلمة تُستخدم يوميًا إلا أن جمعها الصحيح يظل مجهولًا لدى الكثيرين والجمع الصحيح لكلمة “كفيف” هو “كُفَّاف” وهي صيغة جمع تُعد من الجموع القليلة الاستخدام ولكنها المعتمدة لغويًا ، ويعتقد البعض أن الجمع هو “كفيفون” أو “كفيفين” تبعًا لقواعد جمع المذكر السالم، لكنه استخدام غير دقيق ، كما يخلط كثيرون بين “كُفَّاف” و”أكِفّاء” في حين أن “أكِفّاء” هي جمع لكلمة “كفء” ولا تمت بصلة إلى “كفيف” وهذا السؤال رغم بساطته الظاهرة يُظهر كيف يمكن للغة أن تُخفي خلفها أسرارًا لا يتوقعها أحد.

أصل كلمة “كفيف”

كلمة “كفيف” مشتقة من الجذر الثلاثي (ك ف ف) والذي يدلّ على المنع أو الإمساك ، وفي سياق الإبصار تعني الكلمة: الشخص الذي مُنِع من نعمة البصر وهذا الاشتقاق يوضح مدى ترابط المعنى مع أصل الكلمة ، إذ أن اللغة العربية تبني كثيرًا من دلالاتها على جذورها وهذا ما يجعل الكلمات في العربية ليست مجرد ألفاظ بل قصصًا لغوية تحمل أبعادًا فيزيائية ونفسية وإنسانية.

معنى “كفيف” في المعجم والدلالة الاجتماعية

في المعجم يُعرف “الكفيف” بأنه من فَقَدَ بصره أو ضعُف إلى درجة عدم التمييز البصري ولكن للكلمة أبعاد أخرى:

  • اجتماعيًا: تُطلق على فئة من الناس تغلبت على التحديات وحققت نجاحًا رغم إعاقتها.
  • أدبيًا: قد تُستخدم الكلمة مجازًا، كأن يُقال “كفيف البصيرة” أي غائب الإدراك أو الفهم.
  • وبالتالي فإن الكلمة لا تشير فقط إلى العمى بل تعبّر أيضًا عن مفاهيم فكرية ونفسية.

 استخدام كلمة “كفيف” عبر العصور

 اليكم بعض التفاصيل الخاصة باستخدام كلمة كفيف عبر التاريخ وتكشف عن تطور نظرة المجتمع إلى أصحابها كالتالى:

  • في الجاهلية: استُخدمت الكلمة لوصف فاقدي البصر الذين كانوا يُعاملون تارة بشفقة وتارة بإجلال خاصة من كان منهم شاعرًا أو حكيمًا.
  • في العصور الإسلامية: تغيّرت النظرة بشكل إيجابي، إذ عُرف عن بعض المكفوفين التفوق العلمي والشعري مثل بشار بن برد الذي صار من أبرز شعراء عصره رغم فقدانه للبصر.
  • في العصر الحديث: أصبح المكفوفون يُعاملون بندية وكرامة مع توفير وسائل تعليم متخصصة ولغات مثل “برايل” وتقنيات حديثة تعزز استقلاليتهم.
  • هذا التطور يعكس تغير الوعي المجتمعي وتنامي الإحساس بقدرات هذه الفئة لا سيما في مجالات الإبداع.