شهدت سوق الأسهم السعودية، إلى جانب باقي بورصات الخليج، هبوطًا حادًا يوم الأحد 6 أبريل 2025، في ظل تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، نتيجة التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان كلٍ منهما عن فرض رسوم جمركية جديدة.
البورصة السعودية
وبحسب بيانات السوق، فقد سجل المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية تراجع بنسبة 6.8%، في أسوأ أداء يومي منذ مايو 2020، وهو ما انعكس على أداء عدد كبير من الشركات المدرجة، لا سيما في قطاعي الطاقة والبنوك. وتراجع سهم مصرف الراجحي بنسبة 5.9%، بينما فقد سهم البنك الأهلي السعودي 6.8% من قيمته، أما سهم شركة أرامكو السعودية، عملاق النفط، فقد انخفض بنسبة 5.3%، في أكبر خسارة له منذ ذروة أزمة كوفيد-19 قبل خمس سنوات.
خسائر كبيرة
تأتي هذه الخسائر الكبيرة في أعقاب إعلان وزارة المالية الصينية عن فرض رسوم انتقامية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، كرد مباشر على الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخرًا، والتي شملت منتجات من السعودية ودول خليجية أخرى. ومن المتوقع أن تدخل الرسوم الصينية حيز التنفيذ في العاشر من أبريل الجاري.
السوق السعودية
ولم تكن السوق السعودية الوحيدة التي تأثرت حيث شهدت بقية البورصات الخليجية تراجعًا متسارعًا أيضًا. فقد انخفض مؤشر سوق قطر بنسبة 4.2% مع عودة التداولات بعد عطلة عيد الفطر، كما تراجع مؤشر السوق الكويتي بنسبة 5.7%، وتراجع المؤشر في سوق أبو ظبي بنسبة 4.4%. وفي مصر، فقد مؤشر EGX30 نحو 3.3% من قيمته.
انخفاض أسعار النفط
كما تزامنت هذه الخسائر مع انخفاض أسعار النفط بنحو 7%، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات. ويعزو المحللون هذا الانخفاض إلى المخاوف من انخفاض الطلب العالمي نتيجة النزاعات التجارية، بالإضافة إلى زيادة غير متوقعة في إنتاج النفط من قبل أعضاء تحالف “أوبك+”.
أرامكو السعودية
وتشير تقارير إلى أن أرامكو السعودية خسرت ما يقارب 90 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد فقط، وهو ما أثار موجة من القلق في أوساط المستثمرين، خاصة في ظل استمرار الغموض بشأن مسار العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، واحتمالات فرض مزيد من القيود على التجارة الدولية.
ويرى محللون أن هذه الأزمة قد تتفاقم في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين القوى الاقتصادية الكبرى، محذرين من تأثيرات سلبية محتملة على الاستثمار الأجنبي، وأسعار الطاقة، واستقرار الأسواق المالية في المنطقة.