تواجه نسبة كبيرة من الطلاب، وخاصة طلاب المرحلة الثانوية، صعوبة ملحوظة عند الإجابة على سؤال بسيط في ظاهره: ما جمع كلمة “إنسان”؟ ورغم أن الكلمة مألوفة في الاستخدام اليومي، فإن قواعد اللغة العربية تضع لها أكثر من جمع محتمل، مما يجعل الأمر مربكا للبعض.
جمع “إنسان” بين التبسيط والتنوع
تعد كلمة “إنسان” من الكلمات التي تفتح أبواب النقاش في علم النحو والصرف، لأنها تجمع بطريقتين صحيحتين: “أُناس” و**”أناسي”**، كل منهما يعتمد على وزن صرفي مختلف، لكنهما معترف بهما فصيحا في اللغة العربية.
لماذا “أُناس”؟
يشتق جمع “أُناس” من وزن “فُعَال”، وهو من الأوزان الشائعة في اللغة العربية لجمع كلمات تنتهي بحروف مثل النون والسين، كما هو الحال في كلمة “إنسان”، ويستخدم هذا الجمع غالبا في الأدبيات والنصوص الرسمية.
وماذا عن “أناسي”؟
أما “أناسي” فيأتي على وزن “فَعَالِي”، وهو جمع يستخدم عادة مع الكلمات التي تعني الكائن أو الفاعل، لذا فإنه مناسب لكلمة “إنسان” التي تشير إلى الكائن العاقل، ورغم أن هذا الجمع أقل شيوعا، إلا أنه فصيح ومعتمد لغويا.
قواعد الجمع وتحديات الطلاب
يعتمد اختيار صيغة الجمع في اللغة العربية على تركيب الكلمة الأصلية، وعدد حروفها، وتناسقها مع الأوزان الصرفية، وفي حالة “إنسان”، فإن نهايتها بحرفي النون تعزز إمكانية جمعها على الأوزان المذكورة، لكن الطلاب كثيرا ما يتسرعون في اختيار الجمع الخاطئ، مثل “ناس” أو “إنسيون”، وهما ليسا صحيحين.
لماذا يعد هذا السؤال محوريا في الامتحانات؟
تلجأ وزارة التعليم إلى إدراج هذا النوع من الأسئلة لاختبار قدرة الطالب على تمييز الصحيح لغويا من المتداول شعبيا، فالتحدي لا يكمن في حفظ القواعد فقط، بل في توظيفها الصحيح عند الحاجة.
ختاما، فإن جمع كلمة “إنسان” ليس مجرد لغز نحوي، بل مفتاح لفهم مدى تنوع اللغة العربية ودقتها، ومن يتقن هذا الجانب، يصبح أكثر تمكنا في استخدام اللغة بطلاقة واحتراف.