يُعتبر نهر الكونغو أحد المعالم الطبيعية العظيمة في قارة أفريقيا، إذ يحتل موقعًا عالميًا من حيث الطول وغزارة المياه، وقد أثار هذا النهر الضخم اهتمام العديد من الدول، خاصة مصر، التي تواجه أزمة مائية متصاعدة، ما دفع البعض لاقتراح مشروع ضخم يربط نهر الكونغو بنهر النيل، ورغم الطموح الكبير وراء هذا المشروع، إلا أن الواقع مليء بالتحديات التي قد تعيق تحقيقه.
أهمية نهر الكونغو في أفريقيا
ينبع نهر الكونغو من الهضاب المرتفعة في وسط أفريقيا، ويبلغ طوله أكثر من 4700 كيلومتر، ليصب في المحيط الأطلسي بعد أن يمر بالغابات المطيرة الكثيفة، وهو يحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد نهر الأمازون من حيث معدل تدفق المياه، إذ يضخ أكثر من 1.3 تريليون متر مكعب سنويًا، ويمثل النهر شريان حياة لملايين السكان الذين يعتمدون عليه في الزراعة، الصيد، والنقل، كما يشكل محورًا اقتصاديًا وثقافيًا بين دول المنطقة.
مشروع ربط نهر الكونغو بالنيل: رؤية طموحة أم مغامرة؟
يطمح المشروع إلى نقل نحو 110 مليارات متر مكعب من المياه إلى نهر النيل سنويًا عبر بنية تحتية ضخمة، تشمل أنابيب وقنوات ومحطات رفع، لكن المشروع يواجه تحديات متعددة:
- عقبات هندسية معقدة في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها.
- تكاليف مالية باهظة تفوق قدرات التمويل المتاحة.
- مخاطر أمنية وسياسية ناتجة عن مرور المشروع بمناطق غير مستقرة.
- صدام محتمل مع القوانين الدولية حول حقوق المياه المشتركة.
- أولوية سد النهضة في السياسة المائية المصرية.
رغم أن فكرة نقل مياه نهر الكونغو إلى النيل تُمثل حلاً جذريًا لأزمة المياه في مصر، إلا أن العقبات الواقعية تحوّلها إلى مشروع غير قابل للتنفيذ حاليًا، مما يدفع القاهرة للتركيز على حلول مستدامة وأكثر واقعية.