في تطور يعد الأول من نوعه في تاريخ مصر، بدأت الدولة تجني ثمار جهودها المستمرة في ضبط النمو السكاني، حيث كشفت الإحصاءات الرسمية عن تراجع فعلي في المعدلات السكانية على مستوى عدد من المحافظات، وهو ما يعكس نجاح السياسات السكانية والمبادرات التي أطلقتها القيادة السياسية خلال السنوات الأخيرة.
جهود مركزة في الألف يوم الأولى من حياة الطفل
يرتبط هذا التراجع بتحسين الخدمات المقدمة خلال المرحلة الأهم في حياة الإنسان، وهي الألف يوم الأولى بعد الولادة، وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، أن هذه المرحلة تحظى باهتمام خاص ضمن خطة الدولة لتحسين جودة حياة الأجيال الجديدة، عبر مبادرات مثل “بداية”، التي تركز على الصحة الإنجابية والتغذية المبكرة والتوعية المجتمعية.

مبادرة “بداية” ودورها في التنمية البشرية
المبادرة الرئاسية “بداية” لا تقتصر فقط على الدعم الصحي، بل تستهدف تطوير الخصائص السكانية كجزء من مشروع قومي للتنمية البشرية والاقتصادية، يعزز من فرص العمل، ويرفع مستوى الوعي في مختلف محافظات الجمهورية.
انخفاض واضح في عدد من المحافظات
بحسب تصريحات الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لتنمية الأسرة، فإن محافظة بورسعيد تصدرت قائمة المحافظات التي شهدت تراجعا في النمو السكاني بنسبة بلغت 0.61%، وهو ما يعكس نجاح مبادرة “الألف يوم الذهبية” وارتفاع مستوى التوعية المجتمعية.
القاهرة تسير على الطريق الصحيح
سجلت محافظة القاهرة معدل نمو 0.86%، مما يشير إلى استمرارية تأثير البرامج السكانية خاصة في البيئات الحضرية، حيث تلعب وسائل الإعلام والتعليم دورا محوريا في تشكيل وعي الأسر.
تحسن ملحوظ في صعيد مصر
رغم استمرار بعض التحديات في محافظات الصعيد، إلا أن المؤشرات بدأت في التحسن، فقد انخفض معدل النمو بمحافظة سوهاج إلى 1.97% بعد أن كان يتجاوز 2.2%، وهو ما يدل على التفاعل الإيجابي مع البرامج القومية، مثل “الاستراتيجية الوطنية للسكان” و”البرنامج القومي لتنمية الأسرة”.
تغير ثقافي يعكس وعي المجتمع
أشارت الألفي إلى أن هذا التراجع لا يمكن اعتباره نتيجة ظرف اقتصادي عابر، بل هو نتاج تغير ثقافي حقيقي في نظرة المجتمع تجاه مفهوم الأسرة والإنجاب، مؤكدة أن المجلس القومي للسكان يعمل على تنظيم هذا الملف بشكل دقيق بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.