في كل موسم امتحانات، يزداد القلق بين الطلاب وأولياء الأمور، ويكثر البحث عن طرق المذاكرة السليمة وتوقعات الأسئلة، إلا أن ما لم يكن في الحسبان هذا العام هو أن تخرج جملة واحدة فقط في امتحان اللغة العربية لتشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتصبح حديث المعلمين والمصححين، الجملة كانت بسيطة الشكل لكنها عميقة المعنى، كتبها طالب في ورقة إجابته وجاء فيها: “إجابة طالب قلب اللجنة”، لتحدث تأثيرًا غير متوقع وتثير إعجاب كل من قرأها، حيث لم تكن مجرد تعبير لغوي، بل لوحة فنية مختصرة تجمع بين الذكاء والثقة والإبداع.
ذكاء لغوي وبلاغة تعبيرية غير مسبوقة
عند تأمل عبارة “إجابة طالب قلب اللجنة”، يتبين أن الطالب لم يكن يكتب جملة عابرة، بل أطلق رسالة مليئة بالثقة، وأسلوبًا بليغًا اختصر فيه كثيرًا من المعاني، فالتعبير يحمل دلالتين، الأولى مجازية تشير إلى تأثير الطالب في اللجنة وتصويره وكأنه قلب المشهد، والثانية توحي بأن إجابته كانت قوية لدرجة لفتت أنظار المصححين ودفعتهم لإعادة النظر فيها بإعجاب، وهذا النوع من التعبير لا يصدر عادة من طالب في مرحلة التعليم الثانوي، وهو ما جعل كثيرًا من المعلمين يصفون الجملة بأنها من أبلغ ما كتب في ورقة امتحان عربي منذ سنوات، وقد أثبتت أن اللغة العربية قادرة على الإبهار عندما تستخدم بوعي وحس فني.
إعراب كلمة “خلق” تعدد وجوه المعنى حسب السياق
بجانب الإعجاب بالجملة، أثار سؤال عن إعراب كلمة “خلق” اهتمام العديد من المتابعين، كونها من الكلمات التي يتغير موقعها الإعرابي بتغير السياق، فعلى سبيل المثال، في جملة، “إن خلق الإنسان عظيم”، تكون كلمة “خلق” اسم “إن” مرفوعًا، أما في جملة: “يجب أن نتحلى بحسن الخلق”، فتكون “الخلق” اسمًا مجرورًا مضافًا إليه، وهذا التعدد في الإعراب يعكس ثراء اللغة العربية ودقتها، ويبرز أهمية فهم السياق اللغوي لتحديد المعنى والإعراب الصحيح.