من أوائل الأشياء اللي بتلفت انتباه أي عربي أو زائر من الشرق الأوسط عند السفر إلى أوروبا هي تصميم الحمامات هناك. السؤال المتكرر: “ليه الحمامات في أوروبا مافيهاش بلاعة؟”، أو زي ما بنسميها في بيوتنا “صفّاية المية”. الفكرة تبدو غريبة للبعض، خصوصًا في ثقافتنا اللي بتعتمد بشكل كبير على استخدام الماء في التنظيف، لكن الحقيقة إن الموضوع ليه أسباب منطقية وتاريخية ومعمارية، ووراها فلسفة مختلفة تمامًا!
1. اختلاف في “نظام التنظيف” وثقافة الاستحمام
في أوروبا، الاعتماد الأساسي في الحمام مش على رش المياه في الأرض، لكن على استخدام المناديل، المنظفات الجافة، وأدوات مخصصة لكل غرض. حتى الاستحمام بيكون داخل “كابينة شاور” أو “بانيو”، وده بيمنع انتشار المياه على أرض الحمام. بالتالي، مافيش حاجة اسمها إن الأرض تغرق مية، وبالتالي… مافيش داعي لبلاعة!
2. التصميم الأوروبي الحديث: ضد الرطوبة
المنازل الأوروبية مبنية بأسلوب يركّز على العزل الجاف. الأرضيات غالبًا بتكون خشبية أو مواد غير مناسبة للتعرض المستمر للمياه. وجود بلاعة بيكون معناها إنك لازم تسمح للمياه إنها تفرش في الحمام، وده بيضر بالتصميمات المعتمدة على الجفاف الكامل. بالتالي، انعدام البلاعة = حماية للمنزل من الرطوبة والعفن.
3. نظام الصرف مصمم بطريقة مختلفة
في أوروبا، كل شيء في الحمام مربوط مباشرةً بأنابيب صرف مغلقة، سواء كان الحوض أو البانيو أو التواليت. يعني مافيش حاجة هتفيض أو تنقط على الأرض. ومعايير البناء صارمة جدًا، فلازم مافيش أي تسريب أو “فوضى مائية”.
4. الأمان ومكافحة الروائح
من المفارقات إن البلاعات اللي بنشوفها مفيدة جدًا في عالمنا العربي، ممكن تُعتبر مصدر روائح كريهة أو حتى حشرات زاحفة في بعض الدول الأوروبية، بسبب تصميم الشبكات هناك. فعدم وجود بلاعة = نظافة وأمان أكثر.
5. العقلية العملية: “ليه أفتح فتحة في الأرض وأنا مش محتاجها؟”
التفكير الأوروبي في التصميم بيميل دايمًا للحد الأدنى من التفاصيل اللي مش مستخدمة. فلو مش هتغسل الأرض يوميًا، ومفيش تسرب، ليه تعمل بلاعة أصلاً؟ وده بيفسّر ليه كتير منهم مش قادرين يفهموا إحنا ليه بنرش الحمام كله ميّه بعد كل استخدام!