تواجه فئة كبيرة من طلاب الثانوية العامة صعوبات غير متوقعة في بعض الأسئلة اللغوية، رغم بساطتها الظاهرة، حيث يفاجئهم سؤال يبدو للوهلة الأولى سهلا، لكنه يتطلب فهما دقيقا لبنية اللغة العربية ومعاني مفرداتها، ومن أبرز هذه الأسئلة التي أثارت البلبلة مؤخرا: ما هو جمع كلمة “إنسان”؟ إذ تسبب هذا السؤال في ارتباك حقيقي داخل قاعات الامتحان، حتى أن البعض وصفه بأنه من أصعب الأسئلة التي وردت في اختبارات اللغة العربية.
لماذا أحدث هذا السؤال كل هذا الجدل؟
تكمن الصعوبة في أن كلمة “إنسان” من الكلمات التي نستخدمها يوميا دون التفكير في صيغة جمعها الصحيحة، يعتقد الكثير أن جمعها هو “أشخاص” أو “أناس”، بينما المفاجأة تكمن في أن الجمع الفصيح لها هو “إنس”، وهي صيغة قد تبدو غريبة أو نادرة في الاستخدام الحديث.
اللغة العربية بين الفصيح والمألوف
تعرف لغتنا العربية بثرائها الكبير وتنوع مفرداتها، حيث تختلف بعض صيغ الجمع بين الاستخدام اليومي والتعبير الفصيح، فعلى سبيل المثال، يستخدم الناس كلمة “ناس” كجمع دارج لكلمة “إنسان”، لكن من الناحية النحوية، تعتبر “إنس” هي الجمع الأدق، هذه الفروق بين ما هو شائع وما هو فصيح هي التي أربكت الطلاب، خاصة في ظل اعتماد النظام التعليمي الحالي على التفكير النقدي بدلاً من الحفظ فقط.
رسالة أعمق من مجرد سؤال
مثل هذا النوع من الأسئلة يهدف إلى تطوير مهارات التحليل اللغوي لدى الطلاب، وتحفيزهم على الغوص في معاني اللغة، والابتعاد عن الإجابات التلقائية، ومن هنا تأتي أهمية إدراك الفرق بين الصيغ المتداولة والصيغ الصحيحة، لأن فهم اللغة بشكل أعمق يعد مفتاحا للتميز في جميع المواد، وليس في اللغة العربية فقط.