قد تكون شاهدت يومًا شخصًا يضع حجرًا صغيرًا داخل القدر أثناء سلق البيض وتساءلت: “ما الغرض من ذلك؟ هل هو تقليد قديم؟ أم مجرد عادة بلا معنى؟” لكن الحقيقة أن لهذا التصرف البسيط سبباً عملياً وذكياً في آنٍ واحد، وقد انتشر بين الطهاة وربات البيوت ممن يفضلون الطرق الذكية في الطهي.
السر في الحجر: ما الغاية منه؟
الحجر المستخدم عادةً ما يكون حجرًا صغيرًا أملسًا، مثل حصى الأنهار أو الصخور البركانية الصغيرة، ويوضع في قاع الإناء أثناء سلق البيض. والهدف الأساسي من ذلك هو منع البيض من التشقق أثناء الغليان، ولكن كيف يتحقق ذلك بالضبط؟
إليك الأسباب العلمية والعملية:
1. توزيع الحرارة بالتساوي
الحجر يحتفظ بالحرارة لفترة طويلة ويوزّعها بشكل متوازن في الماء. هذا يساعد على تقليل الصدمات الحرارية التي تحدث عندما يتعرض البيض البارد لدرجة حرارة مرتفعة فجأة، والتي تؤدي غالباً إلى تشقق القشرة.
2. تقليل اصطدام البيض بقاع القدر
عند غلي الماء، يتحرك البيض بشكل عشوائي وقد يصطدم بقاع الإناء الصلب، ما يؤدي إلى تشققه. لكن وجود حجر في القاع يعمل كوسادة خفيفة تقلل من هذا الاصطدام المباشر، خاصة عندما يكون الماء يغلي بعنف.
3. تقليل الغليان المفرط
بعض أنواع الحجارة، خاصة البركانية منها، تمتص جزءاً من الحرارة وتبطئ من الغليان القوي. وهذا يعطي الماء حركة غليان أكثر هدوءًا، مما يساهم في سلق البيض بلطف.
4. الحفاظ على البيض في مكانه
الحجر يساعد أحيانًا على تثبيت البيض في مكان معين داخل القدر، وخصوصًا إذا كان البيض غير طازج أو خفيف الوزن ويميل إلى الطفو، ما يمنع تحركه المفرط داخل الماء.
هل هناك مخاطر؟
رغم الفوائد، يجب التأكد من أن الحجر المستخدم نظيف وخالٍ من المواد السامة أو الملوثات. يُفضل غسله جيدًا بالماء والصابون، أو حتى غليه مسبقًا لتعقيمه.