هل لاحظت يومًا أن معظم السفن تطلى باللون الأحمر في الجزء السفلي منها؟ قد تعتقد أنّ ذلك مجرد تقليد بصري أو خيار جمالي ولكن الحقيقة أعمق من ذلك فاختيار هذا اللون بالتحديد يستند إلى أسباب علمية وتاريخية وتقنية ، وفي هذا المقال نستعرض الأسباب التي دفعت لاستخدام اللون الأحمر ونجيب على سؤال مهم: هل لا يزال هذا اللون ضروريًا في عصرنا الحديث؟
أسباب طلاء الجزء السفلي من السفن باللون الأحمر
اللون الأحمر لم يُستخدم عبثًا، بل ارتبط بعوامل عملية وتاريخية وحماية السفينة.
- وضوح السفينة تحت الماء : وفقًا لتقارير نُشرت عن وكالة “سبوتنيك” فإن استخدام اللون الأحمر في أسفل السفينة له دلالة علمية ، إذ يساعد على تمييز الجزء المغمور من السفينة سواء أثناء الصيانة أو في البحر مما يسهل مراقبة حالتها وتحديد مستوى غوصها بدقة.
- الطلاء النحاسي كمادة حامية : عند تصنيع السفن يُستخدم طلاء مكوّن من النحاس أو الرصاص مضافًا إليه أكسيد النحاس وهو ما يمنح اللون الأحمر المميز وهذا الطلاء يعمل كعازل فعّال يمنع التصاق الكائنات البحرية بأسفل السفينة.
- منع التدهور وزيادة كفاءة الحركة : الكائنات البحرية مثل الطحالب والديدان تتغذى على الهياكل الخشبية مما يؤدي إلى تآكل السفينة وتباطؤها والطلاء الأحمر الغني بالنحاس يشكّل حاجزًا يمنع هذه الكائنات من الالتصاق وبالتالي يحافظ على ديناميكية حركة السفينة ويقلّل استهلاك الوقود.
- استخدام تقليدي منذ العصر الشراعي : أشار الخبير البحري “أندرو كولينز” إلى أنّ السفن الشراعية كانت تُغطّى بطبقة نحاسية لحمايتها من الكائنات البحرية وهو ما شكّل تقليدًا متبعًا منذ قرون واستمر في السفن الحديثة بشكل رمزي وعملي.
- سهولة قياس الحمولة : يساعد اللون الأحمر على تمييز الأرقام الرأسية المكتوبة على جسم السفينة والتي تشير إلى مستوى الحمولة ، بذلك يسهل على العاملين في الموانئ مراقبة مدى امتلاء السفينة وضمان سلامتها.
هل لا يزال اللون الأحمر ضروريًا حتى الآن
مع التقدّم في صناعة السفن وظهور مواد جديدة يمكن استخدامها بألوان متعددة أصبح بالإمكان طلاء الجزء السفلي للسفن بألوان مختلفة دون التأثير على كفاءة العزل والحماية ، ومع ذلك لا يزال الأحمر مستخدمًا على نطاق واسع ليس فقط بسبب فعاليته بل أيضًا لأنه أصبح رمزًا بحريًا تقليديًا يصعب الاستغناء عنه.