القرآن الكريم مليء بالأسرار اللغوية والإعجازات البلاغية التي لا تنتهي، وكلما تأملت فيه أكثر، كلما انكشفت لك عجائب لم تكن تتخيلها، فهل سبق لك أن تساءلت يوما ما عن ما هي السورة التي لم يُذكر فيها أحد الحروف العربية نهائيًا؟ قد تبدو الإجابة صادمة، خاصة وأنها من أكثر السور التي نقرأها يوميًا، لذا فاليوم ومن خلال هذا المقال سوف نوضح لكم تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع.
ما هي السورة التي لا يوجد بها حرف الفاء في القرآن الكريم؟
من المعروف أن لغة القرآن فريدة من نوعها، تتضمن تراكيب لغوية مذهلة، وتناسق بين الألفاظ والمعاني لا يمكن أن يكون من صنع بشر، لذلك كل تفصيلة في السور، من الكلمات حتى الحروف، لها حكمة وغاية، فبعض الحروف تتكرر بكثرة، بينما يغيب بعضها تمامًا عن بعض السور دون أن يؤثر على المعنى أو القوة البلاغية، وهذا أحد أوجه الإعجاز.

ما هي السورة التي لم يذكر فيها حرف “الفاء”
هنا تأتي المفاجأة: سورة الفاتحة، وهي السورة التي نرددها في كل ركعة من صلاتنا، لا تحتوي على حرف “الفاء” إطلاقًا! رغم أهميتها ومكانتها العظيمة، وغنى كلماتها بالمعاني، إلا أن هذا الحرف تحديدًا غاب عنها، وهو ما أثار دهشة كثير من علماء اللغة والتفسير، ودفعهم للتأمل في دقة اختيار الألفاظ القرآنية.
معنى يستحق التأمل
غياب حرف واحد قد يبدو بسيطًا، لكن في سياق سورة الفاتحة، يظهر مدى التناغم في الكلمات رغم ذلك، وهو ما يعزز الإيمان بأن القرآن منزل من عند الله، بلسان عربي مبين، لا زيادة فيه ولا نقصان.
قراءة سورة الفاتحة كاملة
فيما يلي كلمات سورة الفاتحة، التي تُعد من أعظم سور القرآن الكريم، وهي أول سورة في المصحف، وتتكرر قراءتها في كل ركعة من الصلاة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
فضل قراءة سورة الفاتحة
سورة الفاتحة ليست مجرد افتتاح للقرآن، بل هي السورة الأعظم على الإطلاق، ولها فضلٌ عظيم في الدنيا والآخرة، فقد قال عنها النبي ﷺ:
“والذي نفسي بيده، ما أُنزِلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أُعطيته” – رواه الترمذي.
من فضائل قراءة سورة الفاتحة أيضا ما يلي:
-
ركن أساسي في الصلاة: لا تصح الصلاة بدون قراءتها، فهي تُقرأ في كل ركعة، مما يبرز أهميتها في عبادة المسلم اليومية.
-
شفاء ورحمة: ورد في الحديث أن بعض الصحابة قرأوها على مريض فشُفي، فسميت بـ”الرقية”، مما يدل على أنها من آيات الشفاء.
-
دعاء كامل: تحتوي على الثناء على الله، والتوحيد، والاعتراف بالعبودية، وطلب الهداية، والاستعانة، وكلها من أسمى مقاصد الدعاء.
-
حبل الاتصال المباشر بالله: حين تقرأها في الصلاة، يرد الله عليك في كل آية، كما ورد في الحديث القدسي: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين…”.
تعتبر سورة الفاتحة سورة جامعة، تفتح لك أبواب القرب من الله، وتُعلي من شأنك في الدنيا والآخرة.