«له شنة ورنة».. أصل العبارة الشهيرة التي حيرت كل من سمعها وتفسيرها؟!.. عمرها ما خطرت على بال حد!!

تتداول الألسن في مصر عبارة “فلان له شنة ورنة” عند الحديث عن شخصية بارزة لها صيت واسع وتأثير ملحوظ في المجتمع، لكن خلف هذا التعبير الشعبي المتداول، تختبئ قصة مثيرة تعود إلى أعماق حضارتنا القديمة، وتحديدًا إلى رموز ملوك الفراعنة، حيث تتجلى العلاقة العجيبة بين اللغة والهيبة والخلود في جملة بسيطة ترددت عبر آلاف السنين دون أن نفهم سرها العميق.

أصل فرعوني.. ومكانة لا تزول

يعتمد المصري القديم على الرمزية بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالأسماء والخلود، فقد كانت أسماء الملوك تكتب داخل شكل بيضاوي أو دائري يعرف بـ”الخاتم الملكي”، وكان هذا الخاتم يمثل في ثقافتهم رمزًا للأبدية، ويحاط بخط مستقيم يشير إلى حبل يربط الاسم بالخلود، الفكرة ليست في الشكل فقط، بل في اعتقادهم بأن وجود الاسم داخل هذا الإطار يمنحه حياة لا تنتهي، وهيبة لا تمحى.

1000015043 1280x720 1

التفسير اللغوي: من “شن” و”رن” إلى “شنة ورنة”

عند تفكيك العبارة، نجد أن “شن” في اللغة المصرية القديمة كانت تعني “الدائرة” أو “الإطار”، و”رن” تعني “الاسم”، وعندما يُوضع اسم شخص داخل دائرة، يصبح “له شنة ورنة”، أي له اسمٌ خالد يدون ضمن رموز الهيبة والاحترام، ومن هنا انتقلت العبارة عبر الأجيال لتستخدم اليوم في وصف الأشخاص أصحاب الكلمة المسموعة والمكانة المميزة.

جملة واحدة.. وتحفة لغوية

بعيدًا عن الشكل الظاهري، تحمل عبارة “له شنة ورنة” أبعادًا ثقافية وتاريخية تجعلها أقرب إلى تحفة لغوية حية لا تزال تنبض بالحكمة، وتظهر كيف انتقلت مفاهيم الخلود والسمعة من جدران المعابد إلى ألسنة الناس.

لا تعد عبارة “شنة ورنة” مجرد مثل شعبي نردده في المواقف، بل هي مرآة لحضارة عريقة ربطت الاسم بالمصير، والمكانة بالخلود، وما يبدو لنا اليوم تعبيرًا عابرًا، هو في الحقيقة إرث فرعوني عميق يربط بين الاسم والهيبة، وبين الكلمة والحياة، لذا، في المرة القادمة التي تصف بها أحدًا بأنه “له شنة ورنة”، تذكر أن خلف عبارتك حكاية من زمن الملوك.