وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج يستقبل أمين عام مجلس التعاون الخليجى


استقبل الدكتور بدرعبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج جاسم محمد البديوى، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، فى لقاء ثنائى منفرد، اليوم بقصر التحرير، كما أعقب ذلك عقد جلسة موسعة بحضور وفدى الجانبين.


وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، أن الوزير عبدالعاطى أكد على محورية العلاقات المصرية الخليجية، والأولوية التى توليها القيادة السياسية فى مصر لتلك العلاقات، مؤكداً على أهمية تلك العلاقات وحرص القاهرة على تعزيزها. وأكد فى هذا الصدد على أن أمن واستقرار ورخاء دول الخليج هو مصلحة مصرية مباشرة، ويقع فى صلب الأمن القومى العربى الجماعي.


وأشار وزير الخارجية والهجرة إلى أن العلاقات المصرية/الخليجية لها جذور تاريخية راسخة، ومحطات متعددة من التضامن والتكامل فى مواجهة مختلف التحديات. كما أنها تشهد فى الوقت الراهن ازدهاراً ملموساً فى مختلف مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء فى صورة الزيارات المتبادلة على مستوى القادة، أو المشاورات المستمرة على المستوى الوزارى وكبار المسئولين حول مختلف الملفات ذات الأولوية، وكذلك من خلال آلية التشاور بين أمانة مجلس التعاون الخليجى ومصر، ومن خلال ما يشهده ملف التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين مصر ودول الخليج العربى من تقدم لافت ومثمر. ويُضاف إلى ذلك بطبيعة الحال التواجد الفعال للجاليات المصرية فى دول الخليج العربي، والتى تسهم بشكل إيجابى فى مسيرة التنمية هناك، إلى جانب كونها تمثل جسراً حضارياً بين مصر ودول الخليج.


وأضاف المتحدث الرسمي، أن الوزير عبدالعاطى أوضح أن تزايد التحديات الراهنة عربياً ودولياً يفرض على الجميع المزيد من التكاتف والتضامن، إذ أن هذه التحديات تفوق قدرة أى دولة بمفردها على مواجهتها، بل تستدعى تكامل قدرة الأشقاء وتنسيق مواقفهم فى التعامل معها. وقد أشاد فى هذا الإطار بآلية التشاور السياسى بين مصر والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، بما تمنحه من منصة للاجتماع والتشاور بين الجانبين على المستوى الوزاري، وكذلك على مستوى كبار المسئولين والخبراء، وعلى نحو يؤكد رسالة التكامل والتعاون المشار إليها بشكل مؤسسى ودوري.


كما أشاد أيضاً بما لمسته مصر فى الاجتماع الوزارى الأخير لآلية التشاور (الرياض – مارس ٢٠٢٤)، وكذا كلمات الأمين العام للمجلس والسادة وزراء دول مجلس التعاون، من إعراب واضح عن التقدير والاعتزاز بالعلاقات المصرية الخليجية، وأكدت على التقارب الكبير فى المواقف من مختلف الملفات والتضامن مع مصر فى مواجهة كافة التحديات.


وقد أبدى الوزير عبدالعاطى ترحيبه بمخرجات الاجتماع، والتى تمثلت فى اعتماد خطة العمل المشتركة بين الجانبين، والإشارة إلى أهمية استكمال الاجتماعات الفنية بشأنها، وضرورة التركيز على الخروج بنتائج ملموسة للتعاون فى القطاعات المتضمنة فى خطة العمل، مع اقتراح أهمية التركيز على عدد من القطاعات فى البداية لتحقيق قصة نجاح من خلالها.


وأوضح السفير أبو زيد، أن وزير الخارجية والهجرة أشار إلى أهمية إيلاء الاهتمام بملف الاستثمار، والتركيز على استشراف الفرص الاستثمارية التى تعود بالنفع على جميع الأطراف، فضلاً عن دفع أوجه التعاون فى مجالات الطاقة النظيفة والسياحة والتعليم المهنى والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى تشجيع انخراط القطاع الخاص من الجانبين فى مختلف المجالات.


وشهد الاجتماع أيضاً التطرق إلى المخاطر والتهديدات المحيطة بالمنطقة، لاسيما الأوضاع فى غزة والتوتر القائم على الساحة اللبنانية وما تحمله من مخاطر، وكذلك استمرار الأزمة فى اليمن والبحر الأحمر بما لذلك من تبعات على الملاحة الدولية وعلى قناة السويس وبما يعمق الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، فضلاً عن الأزمات الخاصة بالسودان وليبيا وسوريا والصومال، وهى كلها ملفات معقدة ومتداخلة وتتطلب الكثير من الجهد والتكاتف بين الأشقاء العرب، خاصة مصر ودول الخليج العربي، من أجل الدفاع عن المصالح العربية المشتركة.


ومن جانبه، أشاد أمين عام مجلس التعاون الخليجى بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة التى تربط بين مصر ودول الخليج، سواء فى الإطار الثنائى أو الجماعى تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً على أن الجانبين يعتزمان تحقيق المزيد من النجاحات وتفعيل بنود خطة العمل المشتركة من أجل الارتقاء بالعلاقات إلى آفاق أرحب.

نقلا عن اليوم السابع