البابا تواضروس يوضح أهمية الكتاب المقدس فى حياة الأقباط

«مرجعية الكتاب» الحلقة الثالثة من سلسلة «مؤهلات الخدمة»

استكمل قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، سلسلة «مؤهلات الخدمة» متناولاً المحور الثالث من مؤهلات الخدمة وهو «مرجعية الكتاب»، ذلك خلال العظة الروحية باجتماع الأربعاء الذى أقيم فى الكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية.

وتأمل البابا تواضروس بعض الآيات (أرميا ١: ٥ – ١٠)، التى تناولت مدى أهمية الكتاب المقدس لدى المسيحيين باعتباره هو البوصلة التى تساعدهم على الإبحار فى عمق الحياة، والمصدر القوى والنهائى الذى يفيض عليهم بالحلول والحكمة والإرشاد، بل أنه الحقيقة الروحية التى تُلقى الضوء على طبيعة الكون والبشرية.

معلومات روحية خالدة

وكان موضوع أهمية الكتاب المقدس للمسيحيين محل اهتمام كبير لكثير من الآباء البطاركة على مر التاريخ وخلال عظة سابقة عن أهمية الكتاب المقدس للمسيحيين، ألقاها مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بتاريخ 15 ديسمبر من عام 1993، عبر معلم الأجيال أن الإنجيل يحتوى على نصوص تتحدث عن معاملة الله للبشر، وأيضاً مجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى، فضلا عن النصائح الدينية والأدبية التى تناسب جميع بنى البشر فى كل الأزمنة.

وأن عدد الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتباً، وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعى والصياد وجابى الضرائب والقائد والنبى والسياسى والملك، واستغرق مدة كتابتهم 1600 عام

وجميعهم كانوا من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الإنجيل الذى دعى باسمه إذ يُظن أنه كان أممياً من انطاكية وكان طبيباً اشتهر بمرافقته لبولس الرسول، ويقول البابا شنودة فى عظته إنه على الرغم من اختلاف جهة ووقت وأسلوب كتابة الأسفار التى يتألف منها الكتاب المقدس، لا تخرج من الطبيعة والنظام الواحد المؤسس على وحى واحد.

وقبل أن يلقى قداسته هذه الكلمات التى يتلهف إلى سماعها أبناء الكنيسة القبطية أسبوعياً، ترأس صلاة رفع بخور عشية، بمشاركة الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والأب القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، ثم استمع البابا إلى فقرات التكريم المقدمة عبر «فيديو» عن خدمة الأمانة العامة لمرحلة إعدادى بالإسكندرية، وحرص على الإجابة لعدة أسئلة قدمها أبناء تلك المرحلة العمرية، وكرّم بعدها ٦١ طالباً من أوائل الشهادة الإعدادية بالمحافظة، وبعدها هنأ الأقباط بعيد الرسل وذكرى نياحة البابا كيرلس عمود الدين.

الكتاب المقدس

لا شك أن الكتاب المقدس هو بوصلة المسيحيين فى الحياة، وأوضح البابا تواضروس الثانى، أن أهمية الكتاب المقدس عند الأقباط لأنه يعطى الإنسان «غذاء دائما، والاستنارة، وتعديل السلوك»، كما أشار إلى ٧ مراحل للتعود على مؤهل «مرجعية الكتاب» فى حياة الأقباط، وهى «اقتناء الكتاب»، «محبة الكتاب»، «قراءة الكتاب»، «فهم الكتاب»، و«حفظ الكتاب»، «التكلم بآيات الكتاب»، وأخيراً «الحياة بوصايا الكتاب».

ووضع قداسة البابا نظاماً خاصًا مرتباً لقراءة الكتاب المقدس مكونا من مرحلتين، الأولى تكون خلال أيام الأصوام يقرأ فيها من أسفار العهد القديم، والمرحلة الثانية فى أيام الإفطار يقرأ فيها من أسفار العهد الجديد.

البابا يتفقد الديوان البطريركى بالإسكندرية

وكانت هذه الكلمات ضمن فعاليات العظة الأسبوعية بعدما تفقد البابا تواضروس، الديوان البطريركى بالكاتدرائية المرقسية ومتابعة أعمال تطوير العمل الإدارى بالمقر وآخرها استحداث قسم خدمة أبناء الكنيسة المترددين على الديوان وعدد من الإدارات المتخصصة، وخلال هذه الزيارة ناقش قداسته آلية العمل مع العاملين وعرض السيد كيرلس دميان مدير الديوان بعض الإحصائيات الخاصة بالعمل ورؤية المشروعات المستقبلية التى تتبناها البطريركية.

وفى إطار الدور الرعوى لقداسة البابا، حرص على المشاركة فى احتفالية تخريج مجموعة جديدة من خدمة «الابن الشاطر» وهى الخدمة المركزية للتعافى من الإدمان بالإسكندرية الذى أقيم بمسرح المقر البابوى، بحضور الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات وكيل عام البطريركية.

وشهدت الاحتفالية عدة فقرات روحية متنوعة استهلها القمص ثاؤفيلس لطفى مؤسس ومسئول الخدمة، من خلال تقديم كلمة عن دور وأهمية الخدمة للحفاظ على كيان الأسرة، ثم عرض القس يوحنا مجدى مدبر عدد من مراكز الخدمة، إحصائيات الخدمة فى العام الماضى وعن رؤية الخدمة فى الفترة المقبلة، وبعدها استعرض عدد من المتعافين تجاربهم مع التغيير الذى جرى فى حياتهم ودور خدمة الابن الشاطر فيه، وناقشهم قداسة البابا الذى اختتم الفعاليات بكلمة معبراً عن سعادته بهذه الخدمة وعلّم وحرص على تعليم بعض المفاهيم التى تعزز لدى الإنسان محبته لنفسه، وأهمية أن يدرك جميع البشر أن حياتهم غالية عند المسيح، وأنهم يملكون إيماناً قوياً واقتناعا ثابتا، ورجاء كبيرا.

 

نقلاً عن جريدة الوفد