بعد نشوب حريق بحارة اليهود في شارع الحمصاني التابعة لمنطقة الجمالية وقد سميت بهذا الاسم لإقامة اليهود بها قبل رحيلهم عن البلاد عام 1956، ونشب الحريق فى محل صاحب أجهزة كهربائية الذى يعمل بدون ترخيص وامتد إلى المنزل المجاور، والمنطقة مشغولة بالمحلات والعقارات مما يهدد آثار المنطقة فى أى وقت
وفى ضوء ذلك يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار لأهمية آثار حى الجمالية وهو من بين الأحياء التاريخية العريقة باعتباره جزءًا لا يتجزأ من القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 1979 ويُنسب حي الجمالية إلى أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، أو “جمال الدين محمود الأستادار”، وله مدرسة بالحى تعود إلى عام 811هـ، 1409م، يحده من الشرق جبل المقطم، الذي يقع فوقه قلعة الجبل مقر إقامة وحكم سلاطين مصر، وشارع المعز لدين الله الفاطمي، ومن الشمال حي الحسينية ومن الغرب باب الشعرية والموسكي، ومن الجنوب الدرب الأحمر وشارع الأزهر فهو فى قلب القاهرة التاريخية ويضم العديد من الآثار الإسلامية
ويضيف الدكتور ريحان أن حى الجمالية يضم جامع محب الدين أبو الطيب بشارع خان أبو طاقية من سكة الخرنفش بحي الجمالية وتاريخه ما بين عامي 934هـ/ 1537م و935هـ/ 1538م، وضريح الشيخ سنان بحارة درب قرمز المتفرعة من شارع المعز لدين الله ويعود إلى عام 994هـ/ 1585م، وو اجهة جامع عبداللطيف القرافي بشارع سكة الخرنفش المتفرع من شارع المعز لدين الله 995هـ/ 1586م، وجامع تغري بردي بشارع المقاصيص متفرع من شارع المعز لدين الله وهو من المساجد المعلقة حيث بُنيَّ أسفله مجموعة من المحلات التجارية 1044هـ/ 1634م
وجامع مرزوق الأحمدي وينسب إلى مرزوق الأحمدي الذي تنسب إليه طريقة المرازقة وهم طائفة من أتباع السيد أحمد البدوي بشارع الجمالية القرن 11هـ، 17م، وجامع محمود محرم بشارع الجمالية من المساجد المعلقة 1207هـ/ 1792م، ووكالة تغري بردي بشارع المقاصيص المتفرع من شارع المعز لدين الله القرن 10هـ/ 16م، ووكالة وقف النقادي بشارع التمبكشية المتفرع من شارع الجمالية 1027هـ/ 1618م، ووكالة جمال الدين الذهبي بشارع المقاصيص 1047هـ/ 1637م، ووكالة أودة باشي بشارع الجمالية 1084هـ/ 1673م، ووكالة وسبيل عباس آغا بشارع التمبكشية 1106هـ/ 1694م، ووكالة بازرعة أنشأها محمد بازرعة خلال العصر العثماني في القرن 11هـ/ 17م وتقع في شارع التمبكشية، ووكالة وقف الحرمين أنشأها إبراهيم أدهم البغدادي القرن 12هـ/ 18م وتقع في شارع خان أبو طاقية متفرع من شارع المقاصيص، ووكالة وسبيل الكرداني القرن 12هـ/ 18م بشارع المقاصيص متفرع من شارع خان أبوطاقية، ووكالة محمدين القرن 12هـ/ 18م بشارع المقاصيص، وواجهة حوش عطى أنشأه الأمير العثماني سليمان أغا السلحدار عام 1233هـ/ 1817م ويقع بشارع الجمالية
ومنزل وقف الملا أنشأه الأمير العثماني محمد بن طوران 1065هـ/ 1654م بشارع المقاصيص، وبوابة حارة المبيضة أنشأها محمد كتخدا وأخوه ذو الفقار خلال العصر العثماني 1084هـ/ 1673م وتقع بشارع الجمالية، و منزل وقف الشعراني أنشأه إبراهيم أفندي عام 1138هـ/ 1725م ويقع في حارة قاضي البهار بالخرنفش، منزل وقف مصطفي جعفر السلحدار أنشأه مصطفى جعفر السلحدار 1125هـ/ 1713م ويقع بشارع الدرب الأصفر المتفرع من شارع المعز لدين الله، قصر المسافر خانة ويقع بين درب المسمط ودرب الطبلاوى في حى الجمالية بناه محمود محرم الفيومي أحد كبار التجار 1203هـ 1789م ويعد القصر من أجمل دور القاهرة في القرن الثامن عشر، وسبيل وكتاب الأمير محمد أنشأه الأمير محمد بن محمد 1014هـ/ 1605م ويقع في عطفة الجوانية المتفرعة من شارع الجمالية، وسبيل وكتاب الأمير قيطاس أنشأه قيطاس بك (اللوقيطاس بك) 1040هـ/ 1630م ويقع في شارع الجمالية، سبيل أودة باشي أنشأه الأميران ذو الفقار كتخدا مستحفظان ومحمد كتخدا مستحفظان 1084هـ/ 1673م ويقع في حارة المبيضة المتفرعة من شارع الجمالية
وبيت السحيمي ويقع في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله ويتكون من قسمين: قسم جنوبي (قبلي) أنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي سنة 1058هـ/ 1648م، وقسم شمالي (بحري) أنشأه إسماعيل شلبي سنة 1211هـ/ 1796م، وربطه بالقسم الأول وجعل منهما بيتًا واحدًا، وقد عُرف هذا البيت ببيت السحيمي نسبة إلى آخر مالك له وهو السيد محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر والذي توفي عام 1346هـ/ 1928 م، ويتوسط تخطيط المنزل صحن أوسط مكشوف تتوزع حوله وحدات البيت من مقاعد للرجال تعرف بالسلاملك، وحجرات للنساء تعرف بالحرملك، إلى جانب حجرات النوم والمخازن والحمامات والمطابخ، كما اشتمل البيت على ساقية وطاحونة.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن منطقة الجمالية والأزهر والحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمى تواجه عدة تحديات، وهى التداخل بين الآثار وورش الحرف التراثية وبازارات بيع العاديات والمساكن والمطاعم والإشغالات المختلفة التى تهدد آثار هذا الشارع من وجود أنابيب بوتجاز بالمطاعم ومخازن للبضائع وأسقف خشبية عليها مواد مخزّنة لبعض المحلات علاوة على المنازل السكنية بالشارع وكل هذا يهدد بحدوث حرائق تهدد آثار الشارع بأكمله والإشغالات المختلفة تشوه الشكل الجمالى وتقضى على جماليات الرؤية البصرية السياحية للشارع رغم كل ما حدث به من تطوير.
ولفت الدكتور ريحان بأن الحلول تكمن فى تفريغ الشارع بالكامل من كل الإشغالات بالتعاون بين الجهات المعنية وإنشاء مدينة حرفية للورش قريبة من الموقع ويقترح منطقة الدراسة مع إخلاء المساكن الموجودة بالشارع وتعويض سكانها بمساكن أخرى وهدم هذه المنازل تمامًا وتحويلها إلى مناطق خدمات للمواقع الأثرية تشمل استراحات ومراكز معلومات بشكل جمالى يتوافق مع طبيعة الشارع وإنشاء بوابة أمن مزودة بالأجهزة الحديثة للتفتيش ومنع دخول أى نوع من السيارات نهائيًا واستبدالها بسيارات كهربائية وسيارات سياحية (طفطف) لعمل جولة سياحية للتعرف على معالم المنطقة
ويقترح الدكتور ريحان أن تقوم الكليات العملية والفنية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ككليات الهندسة والآثار والفنون الجميلة والتطبيقية وغيرها وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بعمل مراسم دائمة فى المنطقة لعمل لوحات ومنحوتات أمام السائح تضفى جمالًا ورونقًا على الشارع على غرار مدينة بارشلونة
نقلاً عن جريدة الوفد