إن الفسيخ هو عبارة عن سمك بوري مملح تم تخميره لفترة طويلة من الوقت، ويعتبر طبقًا تقليديًا في مصر يستهلك عادة خلال عيد شم النسيم أو عيد الفطر، كما يحضر الفسيخ من خلال تمليح سمك البوري ثم تخميره تحت الشمس لعدة أسابيع، وعلى الرغم من أن كثيرين يفضلون طعمه، إلا أن هناك مكونًا خطرًا يتسبب في حالات التسمم الناتجة عن تناوله.
مكون خطير يسبب التسمم من الفسيخ
وفقًا لمركز السموم الإكلينيكي بمستشفيات جامعة عين شمس، هناك عنصر خطير يتسبب في التسمم الناتج عن تناول الفسيخ، حيث أنه عادةً ما يتم إعداد الفسيخ عن طريق وضع السمك في صناديق أو صفائح محكمة الغلق تحتوي على كميات كبيرة من الملح.
وتوفر هذه البيئة اللاهوائية فرصة لنمو نوع من البكتيريا اللاهوائية التي تطلق السم المعروف باسم البوتيولينم توكسين، ويعتبر تسمم الفسيخ من أخطر أنواع التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا “Clostridium botulinum”، التي تنتج مادة البوتيولينم توكسين، حيث يعتبر توكسين البوتولينوم من أخطر وأقوى السموم التي عرفها الإنسان عبر التاريخ، بحسب مركز السموم الإكلينيكي، وذلك بسبب القليل جدًا من الكمية التي يمكن أن تؤدي إلى وفاة الإنسان، والتي تقاس بالنانو جرام.
وعلى الرغم من هذه الخطورة الكبيرة، يمكن التخلص من هذه السموم عن طريق التسخين، لكن عند درجة حرارة 100 مئوية ولمدة قد تصل إلى 30 دقيقة، وهو ما لا يحدث مع الفسيخ بالطبع.
أعراض تسمم الفسيخ
يؤكد مركز السموم أنه لا توجد طرق لإبطال تأثير هذه السموم إلا بتعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، وما يشاع عن أن البصل والليمون يؤثران عليها هو غير صحيح، وعادةً ما تظهر أعراض التسمم خلال فترة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة، وقد تصل أحيانًا إلى 24 ساعة.
حيث تظهر أعراض التسمم من الفسيخ على شكل جفاف في الحلق والفم، صعوبة في البلع والكلام، رؤية ضبابية وعدم وضوح في العين، ضعف عام، انتفاخ في البطن، وإمساك دون ارتفاع في درجة الحرارة، وقد تتفاقم هذه الأعراض لتصل إلى شلل في العضلات بما فيها عضلات التنفس، مما قد يؤدي إلى الوفاة.