سقوط أمطار غزيرة غير مسبوقة في العصر الحديث استمرت لمده 12 يوما على جنوب مصر ومن الممكن أن تستمر خلال الفترة المقبلة.
وفي الأسابيع الأخيرة شهدت الحدود بين مصر والسودان أمطارا غير مسبوقة مما لفت الانتباه إلى حصة مصر من المياه العذبة لهذا العام، مع تساؤل البعض عما إذا كان ذلك طبيعيا أم نتيجة لتغير مناخي إيجابي لصالح البلاد.
وقال عباس شرقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إن الأمطار التي شهدتها منطقة النوبة في مصر والسودان لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث.
امطار لمده أكثر من 12 يوم
وأوضح أن الأمطار الغزيرة يمكن أن تهطل لمدة 3 ساعات فى يوم أو يومين على الأكثر، فيما يسمى بالسيول المفاجئة لكن الملفت أن الأمطار تستمر لأكثر من 12 يوما متتالية خلال الشهر الحالي، مما يؤكد أنها ليست سيول مفاجئة كما اعتدنا عليها في مصر.
وأشار إلى أن الظاهرة تشير إلى أننا جزء أساسي من حزام الأمطار في المنطقة الممتدة من جنوب الخليج إلى المحيط الأطلنطي، حيث حدث تحول نحو الشمال ليشمل الأمطار في جنوب الجزيرة العربية وحلايب وشلاتين وبحيرة ناصر وأبو سمبل وجبل العوينات وجنوب ليبيا وشمال كل من تشاد والنيجر ومالي وجنوب موريتانيا”، مضيفا أنه “في نفس الطقس هطلت أمطار عن المتوسط على سواحل غرب أفريقيا المعروفة بأمطارها الغزيرة.
وأشار إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن كمية الأمطار التي سقطت خلال الفترة من 1 إلى 10 أغسطس على مصر وحدها تقدر بحوالي 2.5 مليار متر مكعب، منها حوالي 200 مليون متر مكعب (8%) فقط) تصل إلى بحيرة ناصر كأمطار مباشرة، ومن أهم منافذ السيول وادي العلاقي، وهو ما يعادل تقريباً كمية المياه التي تصرف يومياً من السد العالي خلال فصل الصيف خلال فترة الحاجة الشديدة.
ظاهرة إيجابية
وكشف أن الأمطار تراجعت منذ الأحد 11 أغسطس، حيث اقتصرت على منطقة جبل العوينات على شكل أمطار خفيفة، لكن لا يوجد تأكيد على انتهاء مشهد الأمطار النادر الذي تشهده مصر والمنطقة. لأنه من الممكن أن تعود الأمطار مرة أخرى أو تنتهي تدريجياً.
واختتم انها ظاهرة إيجابية لمصر التي تعاني من قلة المياه وقلة الأمطار وتوسع الأراضي الصحراوية.