في 13 أغسطس/آب من كل عام، يحتفل العالم بـ”اليوم العالمي للعسر “، وهو اليوم الذي يُخصص لتسليط الضوء على الأفراد الذين يستخدمون اليد اليسرى بشكل أساسي ورغم أن هذه الفئة تشكل أقلية في المجتمعات، إلا أن الحقائق المرتبطة بالإعسار تثير الكثير من الاهتمام، خاصةً فيما يتعلق بكيفية تأثيره على التفكير والسلوك.
لماذا يُعتبر مستخدمو اليد اليسرى أقلية؟
السبب الذي يجعل نسبة مستخدمي اليد اليسرى أقل من مستخدمي اليد اليمنى ما زال يشكل لغزًا علميًا. تشير الأبحاث إلى أن العوامل الجينية قد تلعب دورًا في تحديد اليد المهيمنة، حيث أن بعض الجينات قد ترتبط بزيادة احتمالية أن يكون الشخص أعسر اليد. ومع ذلك، لا تزال هذه العوامل غير مفهومة بشكل كامل.
الاختلاف بين الأفراد الأعسر والأيمن يتجاوز اليد المهيمنة، إذ أن هناك تأثيرات تمتد إلى الدماغ والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تباينات في كيفية معالجة المعلومات والتفاعل مع البيئة.
الإعسار وعلاقته بالفصام
أحد الاكتشافات المثيرة في دراسة مستخدمي اليد اليسرى هو أنهم أكثر عرضة للإصابة بالفصام وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة بين الإعسار وزيادة خطر الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، حيث أن تنظيم الدماغ لدى الأعسر قد يكون مختلفًا قليلاً عن أولئك الذين يستخدمون اليد اليمنى، مما يؤدي إلى تغييرات في الوظائف العقلية والنفسية.
“الإعسار” يتجاوز اليد
اليد ليست العضو الوحيد الذي يمكن أن يكون مهيمنًا في جسم الإنسان و يمكن أيضًا أن يكون الشخص أعسر العين أو الأذن. يمكن اختبار ما إذا كنت أعسر العين عن طريق تجربة بسيطة: مد ذراعك، وارفع إبهامك أمامك، ثم انظر له بكلتا عينيك، ثم جرب أن تغلق عينًا واحدةً والعين التي تتيح لك رؤية الإبهام في مكانه الطبيعي هي عينك المهيمنة.
وبالمثل، يمكن اختبار الأذن المهيمنة عبر ملاحظة أي الأذنين تفضل استخدامها عند الرد على الهاتف وهذه التجارب تظهر كيف أن بعض الأشخاص قد يكونون عسرًا في أعضاء أخرى، ليس فقط اليد.
تأثير الإعسار على الحياة اليومية
يمثل الإعسار تحديات في الحياة اليومية، نظرًا لأن العديد من الأدوات والأجهزة مصممة لليد اليمنى ومع ذلك، فإن الأعسر يطور مهارات تكيفية فريدة تساعده في التفاعل مع العالم المحيط ومن الطريف أيضًا أن نلاحظ كيف أن بعض الأشخاص يحملون الهاتف بيدهم اليسرى ويضعونه على أذنهم اليمنى بينما يكتبون بيدهم اليمنى.