أباح الشرع أن يروح الإنسان عن نفسه في بعض الأحيان، كما حثه على العمل للآخرة، مع أخذ نصيبه من الدنيا، حيث قال تعالى {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، أي مما أباح الله فيها من المأكل والمشرب والملابس والمسكن والزواج، فإن لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولنفسك عليك حق، كما أباحت الشريعة الإسلامية الاستمتاع بالوقت ولكن بضوابط، وقد يهوى البعض ممارسة الرياضة أو مشاهدتها، فلا حرج في ذلك وفق دار الافتاء المصرية، ولكن لا يجب أن يكون فيها تضييع واجب شرعي أو أسري أو ما يخص العمل أو الدراسة، كما لا يجوز فيها الإضرار بالنفس، وأن تكون المنافسة شريفة تضبطها قوانين اللعبة وأخلاقها، كما لا يجوز أن يصحبها فحش أو سباب أو تعصب ممقوت، سواء من المتنافسين أو المشجعين؛ حتى لا تكون سببًا للتباغض، أما عن المراهنات على نتائج المباريات فقد أصدر مركز الأزهر للفتوى، بيانًا بشأنه نوضحه في السطور التالية.
حكم المراهنات على نتائج المباريات
أصدر مركز الأزهر للفتوى بيانا، بشأن انتشار المجموعات والتطبيقات الإلكترونية المتخصصة في المراهنات على نتائج المباريات الرياضية، ودفع أموال في سبيل ذلك، محذرًا من الإقدام على هذا النوع من الأنشطة، واصفًا أياها بالقمار المحرم، فبعد الحمد والصلاة على النبي، جاء بيان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: “اباحت الشريعة الإسلامية الترويح عن النفس، إذا اجتنبت المحرمات والمضار، كما وضعت ضوابط للحفاظ على الدين والنفس والمال والوقت، ومن أهم هذه الضوابط ألا يشمل الجانب الترويحي على مقامرة، فالمراهنات التي يجريها المشاركون بتوقعهم نتائج المباريات الرياضية، وعدد الأهداف وغيرها، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال التطبيقات، بدفع أموال ليأخذها الفائز منهم فقط ويخسر الباقون، تعد من قبيل القمار المحرم شرعًا”.
الدليل على حرمة المراهنات
القمار هو لعب بين متنافسين على مال يجمع منهم ويوزع على الفائز ويحرم الخاسرين، وتعد المراهنات على نتائج المباريات أحد أشكاله، وهو محرم شرعًا بنص الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. [المائدة: 90، 91]، كما جاء في السنة المشرفة، قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزَّى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرْك، فليتصدق» والصدقة هنا لأنه دعا غيره للمراهنة أو القمار، فكيف بمن قامر بالفعل.