استندت الحضارة المصرية القديمة إلى توثيق مظاهر الحياة والعبادات من خلال النقوش على جدران المعابد والمقابر، بالإضافة إلى تجسيد الحيوانات والطقوس في شكل تماثيل تعكس مختلف جوانب الحياة.
كان من اللافت غياب الجمل عن الحضارة المصرية القديمة، على الرغم من دوره البارز في الحضارات اللاحقة فقد برع الجمل في التكيف مع الحياة الصحراوية وقطع المسافات الطويلة، مما دفع الحضارة العربية إلى تسميته بـ “سفينة الصحراء”.
قامت دراسة للدكتور حسني عمار بعنوان “أضواء جديدة عن الجمل في الفن المصري القديم”، والتي نُشرت في مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب، بمناقشة هذا الموضوع وفيما يلي نستعرض أهم النقاط التي تضمنتها هذه الدراسة.
اكتشف صورة الجمل في الفنون المصرية على فترات متباعدة، سواء في النقوش والرسوم الصخرية أو على هيئة دمى وتماثيل صغيرة ومع ذلك، لا يزال تأريخ بعض هذه الأعمال الفنية محل خلاف بين الباحثين، خاصةً بالنسبة للفترات التي تسبق العصر اليوناني الروماني معظم الأعمال التي تصور الجمل هي تماثيل صغيرة أو رسوم صخرية يصعب تأريخها، وذلك بسبب غياب صورة الجمل في نقوش المقابر والمعابد القديمة وتأخر ظهور اسم الجمل في النصوص المصرية.
لم يظهر الجمل في الفنون المصرية خلال الحقب الزمنية الطويلة التي سبقت عصر ما قبل الأسرات، ولم تُدرج صورة الجمل ضمن الهيئات الحيوانية في الرسوم الصخرية المؤرخة بالعصر الحجري القديم الأعلى، على الرغم من العثور على عظام الجمل في بعض المواقع الأثرية من العصور الحجرية القديمة والوسيط في مصر.