أظهرت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة Nature Human Behavior تفسيرًا جديدًا لظاهرة شعورنا بتسارع الزمن مع تقدمنا في العمر، ووفقًا لهذه الدراسة، فإن السبب وراء هذه الظاهرة يعود إلى فقدان القدرة على التعجب والاندهاش من الأحداث اليومية.
ظاهرة تسارع الزمن مع التقدم في العمر
تستعرض الدراسة سبب الشعور بأن الزمن يمضي بسرعة أكبر كلما تقدمنا في السن، مقارنة بشعورنا ببطء مرور الوقت في مرحلة الطفولة، ويفسر الباحثون هذه الظاهرة بفقدان القدرة على الاستغراب والتفاجؤ من الأحداث اليومية، ففي الطفولة، تبدو كل تجربة جديدة ومثيرة، مما يجعل الوقت يبدو بطيئًا، أما في مراحل لاحقة من الحياة، حيث يصبح كل شيء مألوفًا وروتينيًا، يبدو أن الزمن يمر بسرعة أكبر.
تجربة بحثية تفسر الظاهرة
أجرى الباحثون تجربة بسيطة لفهم كيف يؤثر تعقيد الصورة وإثارتها على إدراكنا للوقت، وفي التجربة، عرض الباحثون صورًا على المشاركين لمدة قصيرة جدًا، في غرفة مظلمة مع ومضات ضوء، وتكررت مدة الوميض دون إبلاغ المشاركين بذلك، وطلب منهم تحديد الصور التي بدت لهم أنها عرضت لفترة طويلة وأيها بدت أنها عرضت لفترة قصيرة، أظهرت النتائج أن الصور الأكثر تعقيدًا وإثارة للاهتمام بدت للمشاركين أنها عرضت لفترة أطول.
تفسير علمي للنتائج
تدعم النتائج فكرة أن الدماغ يعالج الصور بناءً على تعقيدها وجاذبيتها، عندما تكون الصورة أو التجربة جديدة وغير مألوفة، يتطلب الدماغ جهدًا أكبر لفهمها، مما يجعل الوقت يبدو أطول، أما عندما يكون كل شيء مألوفًا وروتينيًا، فإن الدماغ لا يبذل جهدًا كبيرًا في معالجة التفاصيل، مما يجعل الزمن يبدو وكأنه يمر بسرعة، وهذه التجربة تبرز كيف أن إدراكنا للوقت يتأثر بمدى استثنائية التجارب التي نمر بها.