قصة المثل الشعبي .. « اللي اختشوا ماتوا » .. قصة أغرب من الخيال بدأت في حمام شعبي

عجائب وطرائف الشعب المصري دائمًا تأتي في اسماعنا عند سماع الأمثال الشعبية الشهيرة ، وبالتأكيد سمعنا كثيرا عن المثل الشهير “ودنك منين يا جحا ؟”، فهل سألت نفسك يومًا ماذا يعني هذا المثل؟ وما هي قصته ؟ ، هذا ما نستعرضه لكم نقلا عن الكاتب الأدبي سيد خالد في كتابه “قصص الأمثال”.

قصة مثل ودنك منين يا جحا:

في سالف العهد والزمان وفي إحدى المرات قام شخص ما بسؤال جحا عن أذنه ، فين ودانك ؟ ، فأشار جحا بيده اليمنى من فوق رأسه إلى أذنه اليسرى البعيدة متخطياً أذنه اليمنى القريبة ، وهذا بالطبع أمر غريب  ، رغم أن أذنه اليمنى كانت أقرب إليه من اليسرى لكنه اختار الطريق الصعب لسوء تقدير منه .

ويقال هذا المثل حين يختار الشخص الطريق الأبعد والأصعب لفعل شيء ما وذلك سواء عن عمد او بدون عمد.

قصة مثل “عند ام ترتر”

بدأت الحكاية بإسمها “أم ترتر” اسمها الحقيقي نفوسة ، حيث كانت تسكن في حواري كرموز ومعروف عنها أنها من النساء التي تتطاول على الجميع بلسانها طويل والشخصية القوية، وكما يقال “فرش الملاية”، كانت امرأة لا تخاف أحدا، كانت أم ترتر ست بيت شاطرة، وأنجبت “إسماعيل وإبراهيم ونبوية ترتر”.

ويقال إن أم ترتر (نفوسه) كانت تملك فوق السطح عندها مزرعة تربية الفراخ والبط وطيور مختلفه ، وعندما كانت ديوك الجيران تنط على سطح أم ترتر كان يُفقد ولا يكون له أثر، وعلى الفور تذبحه أم ترتر

ثم تقوم بعدها بتقديم العشاء  لزوجها ، وكانت تقوم بإخفاء أثر الديك ، وعند سؤال الجيران عن الديك المفقود يتم الرد بصوت منخفض “عند أم ترتر ربنا يعوض عليكوا”، ومن هنا طلع المثل الشعبي “عند أم ترتر” يدل على استحالة أن تجد ما تبحث عنه رغم أنك تعلم أين ذهب.

قصة مثل اللي اختشوا ماتوا

وكثيرًا ما نسمع بهو عن أصل هذا المثل؛ فمن المعروف أنه كان يوجد في مصر والشام قديمًا حمامات عامة يذهب إليها الناس للاغتسال والاستحمام ، وهذه الحمامات كانت لا تُدخل إلا بمبلغ من المال ولها من يشرف عليها وينظم الدخول ويحفظ الملابس.

وفي أحد الأيام نشب حريق في أحد هذه الحمامات وهي مملوءة بالناس، فبعض من كانوا داخل الحمامات خرجوا هلعين وهم عراة ولم يخجلوا من عوراتهم، أما الذين يخجلون ويستحيون فلم يخرجوا وبقوا داخل الحمامات وفضلوا الموت بدلاً من أن يرى الناس عوراتهم وخاصة النساء منهم وفعلاً ماتوا. وهذا ما قاله صاحب الحمام كلما سئل: هل مات أحد في هذا الحريق؟ كان يجيب: نعم اللي اخشوا ماتوا ! فصارت مثلاً إلى يومنا هذا.